شهدت الدولة منذ عدة أسابيع أكبر حركة في تاريخها لدمج الشباب في العمل التنفيذي، من خلال تقلدهم لمناصب

تنفيذية عليا، حيث شملت الحركة تعيين نواب محافظين من الشباب، وقد كان أحد هؤلاء الشباب الذين وقع عليهم الاختيار لتولي أحد هذه المناصب، هو الدكتور مهندس حسام الدين فوزي، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشمالية، الذي يعد أصغر نائب محافظ في تاريخ العاصمة، فهو لم يتجاوز الأربعين من عمره.
«الأهرام» التقت به ليتحدث عن تجربته مع العمل العام وكواليس اختياره لهذا المنصب.. فجاء الحوار معه علي النحو التالي:
اسمي حسام الدين فوزي من مواليد القاهرة عام 1980، وحاصل علي بكالوريوس هندسة من جامعة حلوان، وعملت معيدا بالجامعة، بعدها حصلت علي الدكتوراه في الهندسة المدنية، لأعمل بعدها في أكثر من جامعة، إلي أن تم تعييني مستشارا لمحافظة كفر الشيخ، كما عملت استشاريا في العديد من المشروعات.
بدأ عملي بالعمل المحلي من خلال عملي مستشارا لمحافظة كفر الشيخ، حيث تعلمت علي يد محافظها السابق، اللواء سيد نصر، الكثير من شئون المحليات، كما تمكنت خلال عملي من الإشراف الإنشائي علي جامعة كفر الشيخ، وتمكنت من الحصول علي أفضل تصميم لجامعة من حيث الإنشاءات، كما أن المشروعات التي اشتركت فيها تم تنفيذها بشكل جيد جدا.. وأعتقد أن كل ذلك كان سببا في ترشيحي لمنصب نائب محافظ القاهرة، الذي لم أسع إليه أو لغيره، ولكن ما أستطيع أن أؤكده أنني اعتدت منذ بداية رحلتي العملية أن أجتهد
لدي خبرة كبيرة في التعامل مع الجمهور والقيادات، اكتسبتها في أثناء عملي، وللأمانة رغم أنني أصغر في السن من كل رؤساء الأحياء في المنطقة الشمالية تقريبا، فإنني وجدت تعاونا جيدا ومثمرا من جانبهم، دون النظر إلي هذه النقطة، وقد ساعد علي ذلك مشاركتي لهم في الأعمال التنفيذية، ونزولي إلي جانبهم باستمرار إلي الشارع لحل المشكلات.. ولحسن الحظ أنني من سكان حي الزيتون، وعلي علم بجميع المشكلات في المنطقة الشمالية، لأنني واحد من أبنائها، وهذا ما ساعدني علي الدخول في منظومة العمل سريعا.
بعد فترة بسيطة من بداية عملي في المنطقة الشمالية، تم تكليفي بإخلاء حكر السكاكيني الجديد بحي الشرابية، الذي يعتبر من عشوائيات الدرجة الأولي، وقبل أن نبدأ في عمليات إزالة الحكر الجديد، كان لابد من كسب ثقة سكانه، فاعتمدنا علي المصداقية في إقناع المواطنين، فأوضحنا لهم أن الدولة تأخرت كثيرًا في خطوة التطوير، وأنها تهدف من المشروع إلي الارتقاء بأوضاعهم والمحافظة علي أرواحهم، بعد أن أصبحت مناطقهم العشوائية آيلة للسقوط ولا تصلح للإقامة، وأن التطوير ضروري للقضاء علي عشوائية المشهد، وبعدها استجاب أهالي المنطقة لصوت العقل، وتم تنفيذ الإخلاء في وقت قياسي، تقريبا نصف الوقت المحدد لعملية الإخلاء، والأهم تم ذلك برضاء السكان.
سوف تشهد المنطقة الشمالية نقلة نوعية مرورية في الفترة القادمة، حيث سيتم بدء العمل قريبا في محور سكة الوايلي، الذي يمتد من كوبري الفنجري حتي القصر الجمهوري، بتكلفة نحو 900 مليون جنيه، وسوف يتم استخدام أحدث ماكينات علي مستوي العالم لتجنب حدوث أي اختناقات أو أزمات مرورية خلال عملية التنفيذ، التي من المقرر الانتهاء منها قبل نهاية العام الحالي.
هناك اهتمام شديد من جانب الرئيس عبدالفتاح السيسي، لإنجاح تجربة إشراك الشباب في المناصب التنفيذية، كي تكون لدينا كوادر مؤهلة للاستعانة بها في أي من مواقع العمل والإنتاج بالدولة، ومن منطلق هذا الاهتمام كان القرار بإشراك نواب المحافظين في اجتماعات مجلس المحافظين.
اللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، رجل واضح وقوي، ووجوده علي رأس الجهاز التنفيذي لمحافظة القاهرة، مكنا من التغلب علي مشكلات كبيرة كانت تعرقل العمل في الماضي، وهي عدم القدرة علي التنسيق بشكل جيد مع رجال الأمن لتنفيذ القانون علي المخالفين، خاصة في تنفيذ الإزالات للعقارات المخالفة، والتي أعطينا من خلالها رسالة للجميع بأنه ليس هناك من هو فوق القانون.
أنا متواصل بشكل مستمر مع المواطنين، ومعظم ساعات يومي، الذي يبدأ من الثامنة صباحا وحتي الثانية عشرة بعد منتصف الليل، أقوم بمتابعة القضايا عن قرب حتي أستطيع اتخاذ القرار الصائب.