إيران تقدم
تحت العنوان أعلاه، كتبت ماريانا بيلينكايا، في “كوميرسانت”، حول زيارة الرئيس الإيراني إلى موسكو، وآفاق التعاون بين موسكو وطهران على الرغم من مزاج الشارع الإيراني السلبي.
وجاء في المقال: وصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى موسكو اليوم الأربعاء.. وعشية زيارته، نشرت وسائل إعلام غربية عديد المقالات حول آفاق التعاون العسكري التقني الروسي الإيراني، بما في ذلك إمكانية إبرام عقد بقيمة 10 مليارات دولار لشراء معدات عسكرية روسية. ولكن، في الوقت نفسه، تشير بعض استطلاعات الرأي إلى أن غالبية الإيرانيين لا يثقون بروسيا ويفضلون الحوار مع واشنطن على الاتصالات مع موسكو.
خلاف ذلك، ذكرت صحيفة “طهران تايمز” الإيرانية الناطقة بالإنجليزية أن الدعم الروسي الكامل لإيران خلال محادثات فيينا، بما في ذلك موقف طهران المتشدد برفع العقوبات، عزز العلاقات بين البلدين.. ويأمل الإيرانيون في أن تساعد الاتفاقية الجديدة المرتقبة مع موسكو (لـ 20 عاما)، والتي تتناول جميع جوانب العلاقات الثنائية، على تكثيف التعاون.. علما بأن الوثيقة التي نوقشت قبل عامين في ظل الإدارة الإيرانية السابقة لا تزال غير جاهزة.
وفي الوقت نفسه، أظهر استبيان للرأي أن لدى 52٪ و 35٪ من الإيرانيين مواقف إيجابية تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل، على التوالي، مقابل 39٪ و 48٪ سلبية. وهناك 71٪ من المستطلعين يعارضون “برنامج التعاون بين إيران والصين لمدة 25 عاما” و 66٪ يعارضون “اتفاقية تعاون لمدة 20 عاما بين إيران وروسيا”. حتى إن أكثر من 71٪ يعارضون “الاتفاق بين إيران وروسيا حول الوضع القانوني لبحر قزوين”. علما بأن البرلمان الإيراني لم يصادق عليه حتى الآن، رغم توقيعه، في أغسطس 2018، من قبل رؤساء الدول الخمس المطلة على بحر قزوين – رؤساء روسيا وأذربيجان وإيران وكازاخستان وتركمانستان.
وكما قالت خبيرة مركز أبحاث روسيا السياسية، يوليا سفيشنيكوفا، لـ”كوميرسانت”: فمع أن “مزاج الإيرانيين يمكن أن لا يكون مستقرا، إنما عنصر عدم الثقة بروسيا كان حاضرا دائما”.
وبحسبها، فإن المحافظين التقليديين، الذين يتصدرون القيادة الإيرانية، يميلون أكثر إلى التعاون مع روسيا والابتعاد عن الغرب، بينما الإصلاحيون، خلاف ذلك، يفضلون التقارب مع الغرب على تعزيز العلاقات مع روسيا.
وحول آفاق تطوير التعاون العسكري، كتب الخبير العسكري الإيراني باباك تاجفاي في صحيفة الإندبندنت عن نية طهران شراء طائرات روسية. وبحسبه، يمكن الحديث عن عقد بحوالي ملياري دولار، تسدده إيران نفطاً أو منتجات نفطية، فلا أموال في الميزانية.
وفي الصدد، قال الخبير العسكري يوري ليامين، لـ”كوميرسانت”: “هذه (المقاتلات) ذات أولوية بالنسبة لإيران، أكثر من إس-400، لأن المجمع الصناعي العسكري الإيراني يلبي بشكل أو بآخر معظم احتياجات قواتهم المسلحة، لكنه لا ينتج مقاتلات ومروحيات هجومية حديثة”. ولم يستبعد أن توافق روسيا على السداد الجزئي عن طريق المقايضة بالسلع الإيرانية أو حتى بإصدار قرض جزئي. فـ”حتى تركيا حصلت على قرض لشراء إس-400. والآن يحتاج بلدنا لإظهار أهمية العلاقات مع إيران.. وسوف يكون عقدا مفيدا على خلفية رفض إندونيسيا شراء Su-35 وعدم اليقين في تنفيذ عقد توريد Su-35 إلى مصر”.