رصدت بي بي سي جانباً من أجواء عيد الفطر في قطاع غزة، في ظل الحرب المُدمِرة المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، والتي حولت مناطق واسعة من القطاع إلى دمار، وفرضت ظروفاً صعبة على سكان غزة، بدءاً من شح المواد الغذائية في الأسواق وارتفاع كبير في الأسعار.
وأحيا بعض الغزيين “صلاة العيد” وسط الركام الذي خلفه قصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي، والاشتباكات البرية مع الفصائل الفلسطينية، ودُمر الكثير من المساجد، والساحات العامة التي كانت تقام الصلاة فيها.
ونشر رواد منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لفلسطينيين أدوا صلاة العيد في جباليا شمال قطاع غزة، في إحدى الساحات والأمطار تنهمر على المصلين.
وأقبل الكثير من الغزيين على مقابر القطاع القديمة والمُستحدثة، في أول أيام عيد الفطر، إذ زار نازحون فلسطينيون، قبور من فُقدوا خلال الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس.
وارتفعت حصيلة قتلى الحرب الفلسطينيين إلى 33,360 قتيلاً وفق وزارة الصحة في غزة.
ما يزال عدد من الغزيين تحت الركام لا يُعرف مصيرهم، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، وفق وزارة الصحة في غزة، التي أفادت أيضاً أن هناك 75,993 جريحاً فلسطينياً منذ بداية الحرب.
وحول مقارنة ظروف العيد الحالي بالأعياد السابقة يقول الفلسطيني عز الدين شابط، “إن الحصار المُطبق قلل القوة الشرائية بشكل ملحوظ”.
ويأتي عيد الفطر في ظل قيود صارمة مفروضة على دخول البضائع إلى مناطق داخل قطاع غزة، ما تسبب في نقص البضائع الخاصة بالعيد أو عدم توافرها أساساً، ويحاول الغزيون التسوق رغم الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع.
ولا يرى أهالي غزة أنهم يشهدون “عيداً اعتيادياً” لكنهم يحاولون رسم الابتسامة على وجوه الأطفال في مراكز الإيواء، عبر صنع “كعك العيد”، وفق ما يقوله الفلسطيني هارون المدلل.
وتقدر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، أن 17 ألف طفل على الأقل في قطاع غزة باتوا غير مصحوبين أو انفصلوا عن عائلاتهم منذ بدء الحرب.
في ظل الحرب، تبقى الأعياد لحظات تمزج بين الألم والأمل. ويتجمع الأطفال الأيتام والنساء الثكالى والرجال المشردون يتبادلون الابتسامات والدعوات للسلام والخير لعيد في زمن الحرب.