يعد المغني البريطاني الأمريكي سول هدسون، المعروف باسم “سلاش”، رمزا مؤثرا في عالم الموسيقى، وواحدا من أشهر عازفي الجيتار وأكثرهم شهرة في العصر الحديث. ويستعد الموسيقي المخضرم “58 عاما” في الوقت الحالي، لطرح ألبوم جديد غني بموسيقى البلوز، وذلك لأول مرة على مدار مسيرته الفنية الطويلة التي تميزت بالصخب الشديد.
وبينما كان الفنان الشهير يشق طريقه في عالم موسيقى الـهارد روك، ظل من عشاق موسيقى البلوز أيضا، وقد مضى على ذلك الطريق بشكل لا يُنسى في منتصف تسعينيات القرن الماضي مع فرقته “سلاشز بلوز بول”.
ويقول سلاش، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في لندن: “نعم، لقد زرنا أوروبا وقمنا بجولة في أنحاء الولايات المتحدة، وقد كانت فرقة موسيقية ممتعة حقا”، مشيرا إلى أنه قد يقوم بعمل تسجيل لها في يوم من الايام.
ويوضح: “لم يكن لدي الوقت للقيام بذلك. فقد مررت بالكثير من الامور والتغييرات منذ ذلك الحين، مثل الانضمام لفرق موسيقية مختلفة، بالاضافة إلى الزواج والطلاق والأطفال، وكل هذه الأمور المختلفة.”
وكانت استراحة لمدة أسبوعين خلال الجولة الموسيقية التي قام بها “سلاش” مع فريقه الموسيقي، “جنز آند روزز” في عام 2023، كافية بالنسبة له لتسجيل ألبوم موسيقى البلوز “أورجي أوف ذا ديماند”، الذي من المقرر طرحه في 17 من مايو الجاري.
ويقول عازف الجيتار، الذي ولد في لندن عام 1965، وانتقل إلى الولايات المتحدة في سن الخامسة: “لقد اخترت القيام بذلك فجأة”.
واتصل “سلاش” باثنين من زملائه السابقين في فرقة “سلاشز بلوز بول”، وهما عازف البيانو تيدي أندرياديس – الذي كان مغنيا أيضا في الفرقة – وعازف الجيتار جوني جريباريك.
وقال لهما: “فلنذهب إلى الاستوديو ونخرج ببعض أغنيات/بلوز بول/ القديمة. ثم كان لدي بعض الأغنيات الأخرى التي كنت أرغب دائما في تسجيلها. “
إلا أن “سلاش” كان لديه شيء آخر في ذهنه بالنسبة لألبومه، حيث يقول: “فكرت ماذا لو كان لدينا مغنيون ضيوف، وهذا من شأنه أن يجعل الأمر انتقائيا وأكثر متعة أو أي شيء آخر؟ وذلك لأنني لم أكن أرغب في عمل تسجيل تقليدي لموسيقى البلوز. هناك عدد كاف ممن يقدمون تسجيلات تقليدية رائعة لموسيقى البلوز”.
وأضاف: “لقد كنت أقوم بشيء خاص بي، وذلك عندما بدأت أفكر في المغنيين المختلفين. كنت أفكر في كل أغنية قدمناها، ومن سيبدو جيدا في غنائها؟”.
وقد كانت قائمة الضيوف الناتجة عن التفكير العميق هي قائمة متواضعة من أبرز نجوم موسيقى الروك إلى جانب بعض النجوم الصاعدين، والذي ترك كل منهم بصمته الخاصة على الاغنيات.
ومن بين المشاركين، قدم كريس روبنسون من فرقة الروك الامريكية “ذا بلاك كروز”ببراعة أغنية “ذا بوشر” الكلاسيكية لفرقة الروك الكندية الامريكية “ستيبنوولف”، بينما قدم بيلي جيبونز أغنية “هوتشي كوتشي مان” لمغني البلوز الامريكي مادي ووترز.
لقد كانت توليفة رائعة. وبالطبع، فإنه عندما كان “سلاش” يوجه الطلب للمغنيين، كانت هناك احتمالات جيدة جدا أن يقبلوا عرضه. ولكن حتى بالنسبة له، لا تزال محاولة الاقناع الأولي هي المهمة، حيث يقول: “في الأساس، أتصل بالجميع، ولا أفترض أن يقدموا أي شيء من أجلي، ثم يتعين علي إقناعهم بذلك، وإخبارهم بما هو عليه الأمر.”
لذلك بدأ يبحث جيدا عن الحالة المزاجية والصدى الدقيق الذي تحتاجه كل أغنية في الألبوم، حيث يقول: “فكرت في كل أغنية قدمناها، ومن سيبدو جيدا في غنائها؟ لقد كانت هناك علاقة بين كل مغني وأغنية اخترته لها.. كنت أعلم أنهم سيكونون مناسبين لها.”
وقد كان حدسه هو الدليل، حيث يوضح: “عندما كنت أخبرهم بالأغنية، (كانوا يقولون) يا إلهي، نعم، كم أحب تلك الأغنية، أو أنا أعرف تلك الأغنية أو لقد نشأت مع تلك الأغنية.. لقد كان هذا هو العامل الفاصل الذي جعلهم يقدمون على ذلك.”