قالت الدكتورة ماريان عازر أستاذ بجامعة النيل و المعهد القومي للاتصالات و عضو مجلس النواب سابقاً أن المعرفة والتطور التكنولوجي تُعدّ بمثابة الركائز الأساسية التي تدفع عجلة التقدم في مسيرة الجمهورية الجديدة نحو تحقيق التنمية المستدامة والازدهار فمن خلال الاستثمار في هاتين المكوّنتين، تُمكن الجمهورية نفسها من تعزيز قدراتها وتحقيق طموحاتها على مختلف الصعد.
وأضافت خلال جلسة المعرفة و التطور التكنولوجي في الجمهورية الجديدة علي هامش المؤتمر التي نظمه منتدي حوار الثقافات التابع للهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الإجتماعية لليوم الثالث على التوالي أن التكنولوجيا تُعدّ سمةً أساسيةً لعصرنا الحديث، حيث غزت مختلف جوانب حياتنا وأثرت بشكلٍ عميقٍ على ثقافتنا وسلوكياتنا وطريقة تواصلنا مع العالم من حولنا، وبينما نستمتع بفوائدها المتعددة، لا يخلو الأمر من بعض السلبيات التي يجب علينا إدراكها ومواجهتها.
واشارت إن المعرفة تُشكل حجر الزاوية للابتكار، حيث تُحفز الإبداع وتُشجع على طرح أفكار جديدة تُساهم في إيجاد حلولٍ مبتكرة للتحديات التي تواجهها مختلف القطاعات. و ذلك يُساهم بدوره في خلق فرص جديدة للنمو والتطور لافته أن المعرفه رافعة أساسية للنمو الاقتصادي، فهي تُعزز الإنتاجية وتُحسّن كفاءة الأعمال و تُساهم المعرفة في تحقيق التنمية الاجتماعية من خلال تحسين جودة التعليم و الرعاية الصحية، وتعزيز حماية البيئة و يُساهم في بناء مجتمعات أكثر صحة وسعادة، يتمتع أفرادها بقدرات و إمكانيات عالية تُساهم في دفع عجلة التقدم.
وأكدت أن التكنولوجيا و التواصل الاجتماعي أثرت تأثير كبير علي المستخدمين منها الإيجابية و السلبية
من الجوانب الإيجابية ثورة التواصل: لقد فتحت التكنولوجيا آفاقًا جديدةً للتواصل بين الناس، حيث أصبحت الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي بواباتٍ للتواصل الفوري والمجاني عبر الحدود الجغرافية.
والتعليم بلا حدود: لم تعد المعرفة حكرًا على قلةٍ محظوظة، بل أصبحت التكنولوجيا أداةً فعّالةً لنشر المعرفة وتسهيل الوصول إلى المعلومات من خلال المنصات التعليمية ومواقع التعلم الإلكتروني و انتعاش اقتصادي: ساهمت التكنولوجيا في خلق فرص عملٍ جديدةٍ وفتحت آفاقًا جديدةً للتجارة الإلكترونية، ممّا أدّى إلى تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز الإنتاجية ترفيهٌ غنيّ: وفّرت التكنولوجيا خياراتٍ ترفيهيةٍ واسعةً ومتنوعةً، من خلال الأفلام والبرامج التلفزيونية والألعاب الإلكترونية، ممّا يُثري أوقات الفراغ ويُتيح للناس الاستمتاع بأنشطةٍ مُختلفةٍ.
وعن الجوانب السلبية الخصوصية على المحكّ: تُثير التكنولوجيا مخاوفٍ كبيرةٍ بشأن الخصوصية، حيث أصبح من السهل جمع البيانات الشخصية واستخدامها دون موافقة الأفراد، ممّا يُهدّد حريتهم وأمانهم و الإدمان الرقمي: قد يُؤدّي الاستخدام المفرط للتكنولوجيا إلى الإدمان الرقمي، ممّا يُسبّب مشاكل صحيةً ونفسيةً، مثل قلة النوم وزيادة خطر الإصابة بالسمنة واضطرابات التركيز.
فجوةٌ رقمية: يُعاني بعض الأشخاص من نقصٍ في الوصول إلى التكنولوجيا أو مهاراتٍ محدودةٍ لاستخدامها، ممّا يُؤدّي إلى تفاقم عدم المساواة الاجتماعية ويُعيق فرصهم في التقدّم تأثيراتٌ بيئية: تُساهم بعض التقنيات في تلوّث البيئة، ممّا يُهدّد صحة الإنسان والمُحيط الحيوي.
واختتمت إنّ للتكنولوجيا تأثيرًا عميقًا وشاملًا على مجتمعنا، ويجب علينا تقييم هذه التأثيرات بدقةٍ وموضوعيةٍ. فمن ناحيةٍ أخرى، تُقدّم التكنولوجيا حلولًا مُبتكرةً وفرصًا جديدةً للتقدّم والازدهار. بينما من ناحيةٍ أخرى، تُنشئ تحدياتٍ جديدةً تتطلّب حلولًا مُبتكرةً وتعاونًا دوليًا.