قطع الموسيقار السوري هشام حمرا مسافة طويلة حتى وصل إلى ألمانيا حاملا وطنه في وجدانه متذكرا إياه في ألحانه.
ألف حمرا قطعة موسيقية بعنوان “الياسمين” لفرقة كولوراج الموسيقية التي يعمل بها حمرا. وتوجد الفرقة بمدينة لودفيجشافن الألمانية.
وكلمة كولوراج هي لعب بالكلمات يتسم بالشاعرية، وتعبير شعري للمزج بين الألوان والألحان، واختارت الفرقة الموسيقية هذه الكلمة كاسم لها، حتى توضح سعيها إلى إحداث تقارب موسيقي بين الألحان الشرقية والأنغام الغربية، في توليفة يتقبلها جمهور المستمعين.
وتضم الفرقة ثمانية عازفين بعد أن تأسست منذ أربعة أعوام، من جانب أوركسترا ولاية راينلاند بلاتينيت، وأكاديمية الموسيقى الشرقية بمدينة مانهايم، وأكاديمية مانهايم للموسيقى. وينحدر بعض الموسيقيين في الفرقة من أصول تركية أو سورية.
غادر هشام سوريا بعدما تحولت الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد إلى حرب أهلية.
ويقول هشام إنه غادر سوريا متوجها إلى دبي في نهاية عام 2011، وعمل هناك مع فرقة موسيقية. ولكن طموحه كان يفوق هذا الوضع. ومن هناك توجه جوا إلى تركيا عام 2016، ثم ركب زورقا منها حتى اليونان ثم توجه إلى ألمانيا سيرا على الأقدام. وبعد رحلة استغرقت 25 يوما وصل إلى مدينة باساو بولاية بافاريا.
وبعد أن وصل إلى ألمانيا، حصل على منحة دراسية أهلته للحصول على شهادة جامعية في الموسيقى العالمية، ودرس التأليف الموسيقي في أكاديمية مانهايم، وفي نفس الوقت حرص على تعلم اللغة الألمانية.
ويقول هشام إنه أحيانا لا يكاد يصدق حسن الحظ الذي حالفه، فقد جاء إلى ألمانيا وهو خالي الوفاض، وأصبح الآن يؤلف مقطوعات موسيقية للفرق الأوركسترالية.
ويعلق أندريه أولنر مدير المشاريع بفرقة كولوراج على قصة نجاح هشام، فيقول “إن ما حققه في مسيرته الفنية يثير الإعجاب”.
ويضيف أولنر إن “سيدني كوربيت أستاذ هشام بأكاديمية مانهايم للموسيقى، يقول عنه إنه لم يكن يعتقد على الإطلاق أنه بإمكان أحد، أن ينجز هذا الحجم الكبير من العمل في مثل هذا الوقت القصير”.
وحصل هشام الآن على الجنسية الألمانية.
وإلى جانب مقطوعته الموسيقية الشهيرة “ياسمين”، ألف هشام مقطوعة أخرى بعنوان “رحلة”، تعبر عن رحلته للهروب من بلده.
ويلقي أولنر الضوء على قصة الإلهام التي ساعدت هشام على تأليف مقطوعة رحلة، فيقول إن “هشام جاء إلى ألمانيا عن طريق البلقان، وليس بحوزته سوى هاتف محمول وبطاقة ائتمان، وفي الطريق دندن بمجموعة ألحان سجلها على هاتفه المحمول”.
ويضيف إن هذه النغمات أصبحت أساسا للحن السائد في المقطوعة، وعزفت أوركسترا ولاية راينلاند بلاتينيت في مطلع العام الحالي، مقطوعة “رحلة” في أول حفل للمقطوعة في العالم.