تحتفل الإذاعة المصرية، غدًا الجمعة بعيد ميلادها الـ90، حيث شهد عصر يوم 31 مايو عام 1934 وتحديدا في الساعة الخامسة البث الرسمي للإذاعة الحكومية المصرية بصوت أحمد سالم أول مذيع عمل في الإذاعة المصرية بجملته الشهيرة “هنا القاهرة”، وذلك بعد سنوات من وجود إذاعات أهلية، والذي بدأ البث الإذاعي لها في عشرينيات القرن الماضي وتحديدا عام 1922.
وأجري البث الأول على تردد محلي يبلغ 360 مترا، ولكن لم يتم بث البرامج بشكل منتظم ويومي حتى عام 1923 بشكل أهلي غير رسمي، إلى أن أنطلق إرسال أول محطة إذاعية رسمية في مصر وهي “إذاعة مصر القاهرة”.
وبدأ البث بآيات من الذكر الحكيم بصوت الشيخ محمد رفعت، وتلاها انطلاق صوت أم كلثوم التي تقاضت 25 جنيهًا نظير إحيائها للافتتاح، وغنى أيضا في ذلك اليوم المطرب صالح عبد الحي، ثم المطرب محمد عبدالوهاب.
وشمل برنامج الإذاعة، حسين شوقي أفندي الذي ألقى قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي بك، وألقى الشاعر علي بك الجارم بصوته قصيدة تحية لملك البلاد فؤاد الأول ملك مصر والسودان، والمونولوجست محمد عبدالقدوس، والموسيقيان مدحت عاصم وسامي الشوا”، ومع أحمد سالم كان المذيع محمد فتحي الذي عرف بلقب “كروان الإذاعة”.
– سعيد باشا أول رئيس للإذاعة
وتولى سعيد باشا لطفي رئاسة الإذاعة؛ ليكون الأول في هذا المنصب، واستمر في عمله في الفترة من 1934 حتى 1947، وانطلقت الإذاعة المصرية في بداية الإرسال الرسمي بـ4 محطات، وبدأت تبث برامجها باللغتين العربية والفرنسية.
وركزت المحطة الإذاعية في البداية على الأخبار والبرامج الثقافية والموسيقى، وأصبحت أداة مهمة للحكومة للتواصل مع الجمهور.
ومع مرور السنين، تم إنشاء المزيد من المحطات الإذاعية، ووسعت الإذاعة المصرية برامجها لتشمل مجموعة متنوعة من الأنواع، مثل الرياضة والتعليم والترفيه.
ولم يكن مقر الإذاعة المصرية، موجودا بمبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون “ماسبيرو” المطل على كورنيش النيل كما هو الحال الآن، حيث وافق وافق مجلس الوزراء في يوليو1932 على أن تتولى شركة ماركوني التلغرافية اللاسلكية “كوكيل” عن الحكومة المصرية إدارة الإذاعة وتشغيلها وصيانتها، وإعداد البرامج والمذيعين.
وبدأ العمل في إقامة محطات الإرسال، والاستوديوهات الإذاعية في مبنى شركة ماركوني في شارع علوي خلف البنك الأهلي المركزي، حيث أقامت الشركة 5 استوديوهات، وشهدت هذه المرحلة إشراف وزارة المواصلات على الإذاعة حتى إنشاء وزارة الشئون الاجتماعية في 20 أغسطس 1939 فأصبحت الإذاعة إحدى إداراتها.
وفي 19 إبريل 1942، أصبحت الإذاعة تابعة لإشراف وزارة الداخلية وعاد الإشراف على الإذاعة لوزارة الشئون الاجتماعية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، على أن يبقى لوزارة المواصلات اختصاصها المتمثل في الإشراف على صيانة أجهزة المحطة وإدارتها من الناحية الفنية، وتحصيل رسوم الرخص والتفتيش عليها.
ونقلت تبعية الإذاعة المصرية بعد ذلك إلى رئاسة مجلس الوزراء، ثم إلى وزارة الإرشاد القومي في 10 نوفمبر1952.
– 1958.. قرار جمهوري باعتبار الإذاعة مؤسسة عامة ذات شخصية اعتبارية
وفي15 فبراير 1958، صدر القرار الجمهوري رقم183 لسنة 1958 باعتبار الإذاعة المصرية مؤسسة عامة ذات شخصية اعتبارية وإلحاقها برئاسة الجمهورية، وأصبحت عام 1961 من المؤسسات العامة ذات الطابع الاقتصادي، وسميت المؤسسة المصرية العامة للإذاعة والتليفزيون.
وفي عام 1962، تم ضمها إلى وزارة الإرشاد القومي، وصدر عام 1971 القرار الجمهوري رقم 1 لسنة 1971 بإنشاء اتحاد الإذاعة والتليفزيون.
وضمت الإذاعة محطة البرنامج العام، وهي المحطة الرسمية المصرية، ومحطة صوت العرب في 4 يوليو عام 1953.
وكانت من أول وأشهر الإذاعات المصرية التي بثت لجميع أقطار العالم العربي باللغة العربية.
– خطابات الرئيس جمال عبد الناصر تبث عبر الإذاعة
واشتهرت الإذاعة كوسيلة أساسية استخدمها الرئيس جمال عبدالناصر؛ لبث خطاباته حول الوحدة العربية ومناهضة الاستعمار الأجنبي للبلدان العربية، وكانت المحطة داعمة لكل ثورات التحرر في المنطقة العربية، ومحطة الشرق الأوسط، التي تحررت كثيرا من جمود الإذاعة المصرية.
وانطلقت بمجموعة من البرامج الخفيفة، والسريعة، وجاء ترتيب إنشاء المحطات كالآتي:
إذاعة صوت العرب (1953)، وإذاعة الإسكندرية الإقليمية (1954)، والبرنامج الثاني (1957)، وإذاعة الشعب (1959)، وإذاعة فلسطين (1960)، وإذاعة الشرق الأوسط (1964)، وإذاعة القرآن الكريم (1964)، والبرنامج الموسيقي (1968)، وإذاعة الشباب (1975)، والإذاعات الموجهة التي أنشئت عام 1953.
وفي أبريل 1981، جرى تطبيق نظام الشبكات الإذاعية، ووجود الإذاعات المصرية على القمر المصري النايل سات101، والنايل سات 102، وبدأ البث الرسمي للشبكات الإذاعية.