تداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعى معلومات وصورا، حول سرقة سيف تمثال سيمون بوليفار بمنطقة جاردن سيتي بالقرب من ميدان التحرير بوسط القاهرة.
وعلق الدكتور محمد عثمان، رئيس حي غرب محافظة القاهرة، على الوقعة قائلا إن الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي قديمة وتعود إلى أيام ثورة 25 يناير نتيجة للأعمال غير المنضبطة حينها، موضحًا أن الجهات المعنية وضعت السيف مكانه فور السيطرة على أمن البلاد وبدأت الأجهزة في تطوير الميدان.
وصرح عثمان لـ”أخبار مصر” قائلا إن التمثال متواجد والسيف بجانبه وليس هناك أي أعمال سرقة كما زعم رواد التواصل الاجتماعي، قائلاً: “هذه أمور قديمة ولا يجب أن ينسى المواطن البحث عن الحقيقة بدلاً من التنقل خلف الشائعات وتكرارها”.
وأشار رئيس حي غرب القاهرة إلى شن حملة صباحية لرفع المخلفات وتنظيف الشوارع المؤدية إلى تمثال سيمون بوليفار، موضحًا أن الوضع مستقر ولا يوجد أي أعمال سرقة وسط المدينة نظراً لوجود ميدان التحرير في قلب العاصمة.
وأكد أن هذا المكان يزخر بالكاميرات وفي حالة وقوع حادث مشابه، سيكون من السهل على الأجهزة الرقابية التعامل مع السارق، قائلاً: “الأمور تحت السيطرة وكل شيء في مكانه دون المساس بالسيف أو التمثال”.
ويعد سيمون بوليفار زعيما تاريخيا واسما ملهما في تاريخ حركات التحرر من الاستعمار بمختلف دول العالم بأمريكا اللاتينية وقارة إفريقيا؛ لذا كرمته العديد من الدول بإطلاق اسمه على شوارع وميادين مركزية.
* ما تفاصيل التماثيل؟
ويوصف تمثال بوليفار بأنه تمثال لفارس بكامل زيِّه العسكرى ويتكئ على سيفه في كبرياء وشموخ، وقد صنع هذا التمثال في فنزويلا، مِن قِبَلِ النَّحات الفنزويلي كارملو تباكو، وقاعدة التمثال قام بصنعها مانويل بلانكو.
* من هو سيمون بوليفار؟
تقول دائرة المعارف البريطانية إنه نجل لأرستقراطي فنزويلي من أصل إسباني، وقد ولد بوليفار في عائلة تتمتع بالثروة والمكانة في 24 يوليو عام 1783 في كاراكاس غرناطة الجديدة (فنزويلا حاليا).
وقد توفي والده عندما كان الصبي يبلغ من العمر 3 سنوات، وتوفيت والدته بعد 6 سنوات، وبعد ذلك أدار عمه ميراثه وزوده بالمعلمين.
وكان أحد هؤلاء المعلمين سيمون رودريجيز الذي سيكون له تأثير عميق ودائم عليه.
وقدم رودريجيز، تلميذ جان جاك روسو، بوليفار إلى عالم الفكر الليبرالي في القرن الثامن عشر.
وهو في الـ 16 من عمره، أرسل بوليفار إلى أوروبا لإكمال تعليمه.
وقد عاش لمدة ثلاث سنوات في إسبانيا، وفي عام 1801 تزوج ابنة أحد النبلاء الإسبان، وعاد معها إلى كاراكاس.
* مأساة قادته للعمل السياسي
وتوفيت العروس الشابة متأثرة بإصابتها بالحمى الصفراء بعد أقل من عام من زواجهما، ويعتقد أن وفاتها المأساوية تلك كانت السبب في توجه بوليفار إلى العمل السياسي منذ شبابه، طبقا لتقرير نشرته بي بي سي.
* قيادة الجيش
في مارس1811 اجتمع المؤتمر الوطني في كراكاس لصياغة دستور للبلاد، وبعد مداولات طويلة، أعلنت الجمعية الوطنية استقلال فنزويلا في الخامس يوليو 1811.
وتولى بوليفار جيش الجمهورية الشابة التي كان قائدها الرئيس ميراندا، وتم تكليفه بقيادة الدفاع عن ميناء بورتو كابيلو، وهو ميناء حيوي يطل على البحر الكاريبي غرب كراكاس.
* رمز خالد في بلاده
في فنزويلا، تحمل غالبية عواصم البلديات ساحة بوليفار، إضافة إلى وجود بعض الحدائق والمعالم والمدن والقرى باسمه، إضافة إلى ولاية بوليفار، وعاصمتها ثيوداد بوليفار، بجنوب شرق البلاد.
فيما تحمل كل دول أمريكا الجنوبية المستقلة عن إسبانيا بعض التقسيمات الإدارية الهامة والمدن والساحات والشوارع والمعالم المكرسة للمُحرر بوليفار.
* الجنرال في متاهته
وكتب الكاتب الكولومبي جابرييل جارثيا ماركيث سيرة سيمون بوليفار في رواية الجنرال في متاهته. وهي رواية ذات طابع تاريخي، نُشرت عام 1989، وتُوثق الأيام الأخيرة من حياة الجنرال سيمون بوليفار.