تعد الحرف والمشغولات اليدوية في جنوب سيناء، جزءا من التراث المصري بشكل عام والسيناوي بشكل خاص، وتحرص العديد من السيدات في المحافظة على إحياء هذا التراث باستخدام مهاراتهن الذهنية واليدوية وخامات البيئة الطبيعية المحلية.
مرفت محمود سعيد، سيدة من مدينة شرم الشيخ، تبلغ من العمر 52 عامًا، برعت في صناعة المجسمات الفنية باستخدام خامات بسيطة، وتعتبر نموذجًا للكفاح والمثابرة في هذا المجال.
تعلمت مرفت، فن الرسم منذ الصغر من والدتها التي كانت تشجعها على الرسم وتنمية مواهبها الفنية، حيث بدأت بتشكيل لوحات فنية باستخدام القماش، ثم دخلت عالم تشكيل المجسمات الصغيرة باستخدام الخشب وعجينة السيراميك.
تقول مرفت لـ”أخبار مصر”، إن شغل الهاند ميد يبدأ كهواية ثم يتحول إلى شغف مستمر بتشكيل لوحات وأشياء مختلفة.
وتوضح أنها عندما ترى شيئًا يلفت نظرها وتود تشكيله، تبدأ فورًا في تجسيده. وهذا ما حدث عندما شاهدت عربية فول في الشارع، فقامت بتجسيدها بالكرتون في البداية ثم بالخامات الأخرى لتصبح ذات شكل وألوان جذابة ولتدوم لفترة أطول.
وتضيف أنها نجحت في صنع العديد من المجسمات الصغيرة والدقيقة في الصنع، مثل بائع الترمس والفول والطعمية، وعربية البطاطا، وصانع الكنافة، وغيرها من الشخصيات الفلكلورية المصرية، “بدأت في بيع هذه المجسمات في المعارض وتسويقها إلكترونيًا، مما حول الهواية إلى مشروع متناهي الصغر”.
وتتابع أنها تشعر بالسعادة أثناء صنع المجسمات واللوحات الفنية، حيث يستغرق صنع المجسم حوالي 5 أيام بمعدل 5 ساعات يوميًا. لكنها تنسى التعب فور الانتهاء من المجسم وإخراجه بالشكل الجمالي الرائع الذي ينال إعجاب الجميع.
وتؤكد أن المجسمات التي تصنعها تحظى بإعجاب السائحين من مختلف الجنسيات، ويقبلون على شرائها نظرًا لدقة تفاصيلها، كما تحرص الفنادق على شرائها كديكورات للمطاعم ومداخل الفنادق.
من جانبه، قال اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، إنه يدعم الحرف اليدوية من خلال إقامة المعارض لتسويق منتجاتهم، خاصةً أن هذه المنتجات تعكس جوانب الهوية الوطنية.
وأضاف أن القرية التراثية بمنطقة السفاري في شرم الشيخ تهدف إلى أن تكون سوقًا عالميًا للحرف اليدوية ومنطقة استثمار للتراث الحرفي، مما يسهم في خلق فرص عمل للسيدات والشباب.