• تفاصيل مشاركة فيلمي أنا مش السبب يا مريم وفِقه أمي في مهرجان منصات
تشهد سينما زاوية حالة انتعاشة سينمائية مستمرة، حيث تضم عددًا كبيرًا من عروض الأفلام التي تندرج تحت برامج مختلفة، ومن بينها عروض مهرجان منصات، الذي افتتحت فعاليات دورته الثامنة في 30 مايو.
ومهرجان منصات هو مبادرة دشنها نادي منتجي الأفلام المصري، ومقدم من مؤسسة مصر دوت بكرة لتنمية المهارات، فيما يسعى إلى تمكين جيل مصري وعربي من صناع وصانعات الأفلام الشباب ومساعدتهم في استخدام السينما كسلاحهم الرئيسي للتعبير، وذلك عبر توثيق حكاياتهم الخاصة ومن ثم تاريخهم الخاص.
ويركز المهرجان على الأعمال المصرية من خلال منصات عرض أفلام المسابقة الرسمية على مدار ثلاثة أيام متتالية، ومنح الإنتاج التي تُعلن أثناء حفل الختام.
ويقدم منصات هذا العام مجموعة مختارة من الأفلام القصيرة من حول العالم، وذلك بالتعاون مع قبلة في الصحراء، حيث يستضيف أفلامًا من إستونيا وكرواتيا، وأرمينيا والهند والولايات المتحدة وكولومبيا وفرنسا، وإيطاليا ولبنان، وقطر والبرتغال، والمملكة المتحدة واليابان.
ويعد شباب الصُناع هم الهدف الأساسي للمهرجان، لذلك من خلال جولة مع المشاركين في عروض هذه الدورة، تواصلت “أخبار مصر” مع كل من أدهم قناوي، وعمر عز، اللذان يشارك كل منهما بفيلم قصير في المهرجان، وهما: “أنا مش السبب يا مريم”، و”فِقه أمي”، على التوالي، ووفقا لجدول المهرجان، عُرض فيلم فِقه أمي في 30 مايو، بينما يعرض فيلم “أنا مش السبب يا مريم” في 1 يونيو.
وركز الشابان في حديثهما على إبراز المجهود الذاتي الذي بذلاه لكي يخرجوا بمنتجهم السينمائي، وبعضهم قام بأكثر من دور في عملية الصناعة، مثل الإخراج والكتابة والمونتاج أيضاً، والمشترك بينهما هو اتباع المعالجة الكوميدية في طرح الفكرة الخاصة بكل منهما.
*كواليس التصوير والتكلفة
وقال أدهم قناوي: “الفيلم تم تصويره في شهر أغسطس ٢٠٢٣، وعُرض لأول مرة في مهرجان الجامعة الأمريكية للأفلام القصيرة في ديسمبر ٢٠٢٣، والفيلم انتاج ذاتي، بلغت تكلفته ١٢ ألف جنيه تقريباً، وأغلب فريق العمل كنا أصدقاء بالفعل، المصور عمر بركات وأحمد خالد، الاثنين صناع أفلام أيضاً، ولأن الميزانية كانت محدودة لجأت لمونتاج الفيلم وعملية تعديل الألوان بنفسي، وبمساعدة أحمد ووائل أصدقائي تمت عملية المكساج وهندسة الصوت، جميعهم أصدقائي عدا محمد سعداوي وياسر فتحي، تعرفت عليهم في صدفة أسعدتني لأنها جمعتنا ببعض”.
وأضاف “قناوي”: “أما عن ظهور الأطفال في الفيلم جميعهم أولاد عمتي، ويحيي صديقي الذي ظهر في دور السباك في الأصل هو مصمم بوستر الفيلم، كان كل فرد في الفيلم يقوم بدور أو أكثر لكي نستطيع تجاوز مشكلة التكاليف وضعف الميزانية”.
وتدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي درامي، في يوم واحد فقط، ووفقا لقناوي: “لوج لاين الفيلم يعبر عن شاب يُعتبر ممثل هاوٍ ويتدرب على أداء دور في اختبار مقبل، لكن لا يدرك أن الحوار البسيط الذي يردده أثناء التدريب سيتشابك قريبًا مع سلسلة من الأحداث الفوضوية”.
وعن سبب شغفه بهذه الفكرة قال قناوي: “أنا مثل بطل الفيلم، تمر كثير من الأيام شبيهة جداً ليومه، أشعر أحيانا أن كل شيء متناقض والعالم كله يحاربني بدون سبب، رغم أن المواقف متفرقة وقد تحدث من أشخاص لا يعرفوني، والسبب الثاني اهتمامي أن يكون الفيلم سياقه كوميدياً، لأن أشعر أن الكوميديا شبه غير موجودة في السينما المستقلة في مصر، وتحتاج إلى مساحة أكبر”.
الفيلم في الأساس هو مشروع عمل عليه “قناوي”، أثناء دراسته للسينما في الجامعة الأمريكية تحت إشراف المخرج والدكتور تامر السعيد، والذي ساعده في الجزء الخاص بالكتابة خلال الفترة التي امتدت ما يقرب من 6 أشهر، وعبر قناوي عن امتنانه الشديد له.
فيما حصل الفيلم في مهرجان الجامعة الأمريكية على جائزة أحسن ممثل مساعد لمحمد سعداوي، ومحمد كان الممثل المحترف الوحيد في الفريق كله، حيث شارك في أعمال كثيرة آخرهم “ڤوي ڤوي ڤوي”، وفقا لما ذكره قناوي.
وتابع “قناوي”: “كانت ردود الفعل بالنسبة له مصدرا للسعادة، حيث حصل على إشادة من المخرجة كاملة أبو ذكري، وأيضاً التعليقات التي قيلت له من أشخاص أعجبوا بالفيلم، أنا نسيت كل الضغط وقتها مع أول مرة سمعت فيها الجمهور بيضحك وقت العرض، حسيت إن خلاص ده اللي كنت عايز أوصله”.
وعن مهرجان منصات، قال قناوي: “سعيد جداً بالمشاركة في المهرجان، لأنه فيلمي الأول، وسعدت بخبر قبوله للعرض هناك، ومهرجان منصات بالنسبة لي هو الصورة المثالية للمهرجان الذي يحاول مساعدة صناع أفلام شباب، بداية من التقديم الذي لا يتطلب دفع مبلغ مالي، والتذاكر المجانية، ولأنه مُقدم لخدمة الفن في المقام الأول وهذا أكثر شيء يساعدنا كشباب من وجهة نظري، بالإضافة لاختيارهم للبرامج والأفلام المختلفة مما يجعله فعالية غير مملة نهائياً”.
*المشاركة في مهرجان منصات
فيما أشار عمر عز في حديثه لـ”أخبار مصر”، عن أسباب أخرى تميز المهرجان في وجهة نظره، وقال: “المشاركة في المهرجان كان حلم، والمنافسة كانت بالنسبة لي مفاجأة لأن فيلمي متواضع وبسيط وليس هناك الكثير من المهرجانات التي تقبل الأفلام الكوميدي، واعتبرت هذا بريق من الأمل، وأيضاً توفر فرصة عرض الفيلم في سينما زاوية، وهي من السينمات العزيزة على قلبي، لأن عرض بها أول فيلم لي كممثل، والمهرجان عبارة عن فرصة للتعارف والتبادل بين صناع الأفلام الشباب وفرصة أخرى لمشاهدة أنواع مختلفة من الأفلام من دول مختلفة، ومن اللفتات الطيبة منهم عدم اهتمامهم بإقامة افتتاح بقدر اهتمامهم لخلق مساحة تعارف بين الصُناع وبعضهم، وهو أمر مهم أكثر من مجرد افتتاح، أيضاً وسيلة تواصل بين الصناع والجمهور الذي لا يتحقق عبر الإنترنت لأن سينما زاوية لها جمهور خاص، بالإضافة إلى أنه مهرجان معروف ويسمح للجمهور للتعرف على جيل جديد من المخرجين والمبدعين”.
*أحداث الفيلم
وقال عز، إن العرض الأول للفيلم في فبراير 2023، وفكرة الفيلم تحكي عن فرد يحاول تحدي موروثات الأمهات لكي يرى نتيجة مخالفة كلام الأمهات والجدات الكبار منطلقاً من سؤال ماذا سيحدث، واختار المعالجة “اللايت كوميدي” لأن الأفلام الكوميدية نادرة بعض الشيء في المهرجانات، ولأنه بشكل شخصي يحب الأفلام الكوميدية.
وأضاف: “من أبرز ردود الفعل على الفيلم إن فكرته حلوة وبسيطة وسهلة، وكانت قدامنا بس محدش فكر فيها بالشكل ده، ومن المناقشات التي قيلت ليه عنه أن مفيش حوار وكوميدي، وأبرز الأسئلة إزاي قدرت تعمل فيلم في، وأن لوكيشن في وقت واحد ببطل واحد بأقل نسبة من الحوار، وحقيقي كان شيء غير متوقع بالنسبة لي ببساطة الموضوع وبساطة الطرح يوصل للجمهور والنقاد ويصل لي هذه الردود الإيجابية”.
وتدور الأحداث حول شاب يقرر مخالفة موروثات والدته التي كانت دائمة الحرص على ترديدها أمامه، وهي موروثات عامة تنتشر وتنتقل عبر الأجيال وترددها الأمهات والجددات، مثل: “أعدل الشبشب المقلوب” و”متغنيش في الحمام” وغيرها من الأمور التي تُناقش بطريقة كوميدية”.
*إنتاج ذاتي
الفيلم من إنتاج ذاتي لعز، حيث قال: “أنا المخرج والمؤلف والمونتير والمنتج، وفريق العمل يضم: محمود رأفت ونيرة عبد العزيز أبطال الفيلم، وتصوير ماركو مجدي، وندى نادر مهندسة الديكور، وعمر شيرين المسؤول عن عملية التلوين، والذي أضاف كثيراً من خلال عملية coloring ، وعمرو سليمان المكساج، وهو مهندس صورت شاطر جداً لأن الفيلم ضُمم له شريط صوت من الأف إلى الياء، وهناك مساعدات ودعم كبير من الأصدقاء مثل عمرو سليم ورأفت سليمان وغيرهم”.