عبر الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط عن غضبه إزاء تعليق صورة والده الزعيم الراحل كمال جنبلاط والزعيم السوري الدرزي الراحل سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى، في قرية درزية داخل حدود إسرائيل، شيع أهلها أحد أبنائهم المجند بالجيش الإسرائيلي.
وينخرط العرب الدروز في الجيش الإسرائيلي بكثافة، ولقي عدد منهم مصرعهم في العدوان الإسرائيلي الحالي على الشعب الفلسطيني في غزة.
بينما يُعرف دروز لبنان، وعلى رأسهم الزعيم وليد جنبلاط، الرئيس السابق للحزب الاشتراكي التقدمي اللبناني، بموقفهم الصارم ضد الاحتلال الإسرائيلي، والمناصر للقضية الفلسطينية والمقاومة.
وكتب وليد جنبلاط عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي X معبرا عن حزنه لرسن صورة والده كمال جنبلاط وسلطان باشا الأطرش في القرية الدرزية الإسرائيلية.
قال: “أشعر بالخجل الشديد من هذه الصورة حيث يرفع الدروز من فلسطين صور سلطان الأطرش وكمال جنبلاط خلف العلم الإسرائيلي الذي يغطي نعش جندي من جيش الدفاع الإسرائيلي. يا لها من إهانة لذكرى هذين البطلين العربيين العظيمين”.
مواقف تاريخية لنصرة فلسطين من كمال جنبلاط
وكان الزعيم اللبناني الدرزي الراحل كمال جنبلاط، أحد أبرز السياسيين اللبنانيين والعرب اهتماما بالقضية الفلسطينية ونصرة لشعبها، وكان نداؤه واضحا منذ عام 1949 لاصطفاف الشعب العربي لدعم الحق الفلسطيني.
كما أيد كمال جنبلاط وجود المقاومة الفلسطينية في لبنان، وشكل مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وقيادات اليسار الشيوعي اللبناني وعلى رأسهم جورج حاوي، الحركة الوطنية اللبنانية في وجه الجبهة اللبنانية المسيحية المعارضة للوجود الفلسطيني.
وقبل اغتياله الغامض في مارس 1977 قال كمال جنبلاط في تصريحات صحفية: “أؤمن بالعمل الفدائي وجدواه وفاعليته، فهو يرهق جيش العدو، ويفسد عليه نشوة النصر العسكري واحلام الطمأنينة: كما يدقّ بعنف الضمير العالمي المتخلي عن الاخلاق والراضخ للدعاية الصهيونية. وأدرك في الوقت ذاته، أن هجمات الفدائيين، مهما بلغ أثرها، لن تكون قادرة وحدها على هزيمة الجيش الإسرائيلي، وإجباره على الاعتراف بالحق الفلسطيني. وسيظل سبيل النصر النهائي مرهوناً بدور الجيوش العربية، وبمواقف السلطات العربية، وبالإعداد مالياً وعسكرياً للمساهمة في ترجيح الكفة في الصراع لصالح الفلسطينيين”.
وتمسك وليد جنبلاط بنفس مواقف والده تجاه القضية الفلسطينية، منذ توليه الزعامة السياسية لطائفة الموحدين الدروز في لبنان، على الرغم من تغير مواقفه إزاء سوريا وإيران وحزب الله وحركة أمل وتعدد أزماته معهم خاصة بعد تحرير جنوب لبنان ثم اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.