انطلقت اليوم فعاليات الملتقى العلمي لإطلاق مبادرة «بالإنسان نبدأ» تحت عنوان «بناء الإنسان وصناعة الحضارة نحو تكامل العلوم والقيم: بناء الإنسان في ظل التحديات الحديثة»، بمركز الأزهر للمؤتمرات في القاهرة.
بدأ الملتقى بالسلام الوطني، تلاه كلمة للأستاذ الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أكد فيها أن تنظيم هذا الملتقى جاء بالتعاون مع مركز الفلك والمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي ولجنة الشباب ببيت العائلة المصرية، دعمًا للمبادرة الرئاسية “بداية جديدة لبناء الإنسان”.
وأوضح الجندي أن بناء الأوطان لا يقتصر على العمران، بل يشمل أيضًا بناء الإنسان في جوانبه الفكرية والروحية والسلوكية والثقافية، مشددًا على أن النهضة المادية تبدأ ببناء الإنسان أولًا. وأعرب عن استعداد المجمع للمساهمة في هذا الجهد من خلال وعاظ الأزهر، ولجان الفتوى، ومجلة الأزهر، ومختلف الندوات التثقيفية.
وأشار إلى أن مبادرة «بالإنسان نبدأ» ترتكز على أربعة محاور: التكامل بين المعارف والأخلاق كضرورة وجودية، بناء الإنسان كغاية للرسالات السماوية، ترسيخ الأخلاق كأولوية، وتوحيد الصف لمواجهة التحديات القيمية والمعرفية. وبيَّن أن هذه المحاور صيغت بالتعاون بين مركز الأزهر للفلك وبيت العائلة المصري.
وفي كلمته نيابة عن الأنبا إرميا، قال القس أرميا مكرم، المقرر المساعد بلجنة الشباب ببيت العائلة المصرية، إن الكتب السماوية أبرزت قيمة الإنسان وقدراته العقلية. ولفت إلى أن تلك القدرات قد تُستغل في الخير أو الشر، مستشهدًا باستخدام الديناميت في التعدين والحروب. كما وجه شكره للدكتور محمد الجندي على استئناف العمل بالمبادرة بعد فترة توقف، مشيدًا بالتعاون المستمر بين الأزهر والكنيسة بقيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب والبابا تواضروس الثاني.
بدوره، أشار الدكتور يوسف الورداني، مساعد وزير الشباب الأسبق، إلى التحديات الفكرية والاجتماعية التي تواجه الشباب اليوم. وتساءل عما إذا كانت الأجيال الجديدة تواجه خطر الإلحاد، معتبرًا أن هذه القضية تنبع من فروق فكرية واجتماعية واقتصادية. وأكد أن مخاطبة الشباب تحتاج إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بوعي واحترام لعقولهم وتساؤلاتهم، دون فرض خطوط حمراء.
أدار الحوار الإعلامي جمال الشاعر، الذي دعا إلى التركيز على المستقبل بدلًا من الاكتفاء بالحديث عن الماضي، مشيرًا إلى أن التحدي الحقيقي هو استعادة مكانة مصر بين الأمم.
واختُتم الملتقى بالتأكيد على أهمية التكامل بين العلوم والقيم لبناء الإنسان في ظل التحديات الحديثة، مع توفير منصة للتبادل المعرفي حول سبل تحقيق هذا التوازن، بما يعزز التنمية الشخصية والاجتماعية بشكل شامل.