أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن برنامجه خلال الدورة القادمة والتي سوف تقام في الفترة من 13 نوفمبر وحتى 22 نوفمبر الجاري، ومن ضمن هذه الفعالية السينمائية السنوية أُعلن عن إقامة برنامج جديد بعنوان “صنعت في مصر” في الدورة رقم 45.
ويضم البرنامج 3 أفلام أجنبية جرى تصويرها في مصر حديثًا وهي: فيلم وحشتيني Back to Alexandria إخراج تامر روجلي، والميراث/ Inheritance إخراج نيل بيرجر، والجنة تحت أقدام الأمهات / Paradise at Mothers’ Feet إخراج رسلان أكين.
ونركز في هذا التقرير على فيلم وحشتيني والذي عرض سابقا في القاهرة، من خلال شاشة سينما زاوية، في شهر يونيو الماضي، وتقوم فكرة الفيلم على العودة إلى مصر، حيث تدور أغلب الأحداث داخل مدينتي القاهرة والإسكندرية، وهو فيلم روائي طويل، وأول عمل لمخرجه المصري السويسري تامر روجلي، وبطولة المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي، وتشاركها البطولة الفنانة الفرنسية فاني أردانت، وكثير من ضيوف الشرف من بينهم إنعام سالوسة، وهاني عادل، وحازم إيهاب.
ويدمج روجلي بين حنينه إلى مصر ورواية قصة والدته وجدته، من منظوره الخاص، وتفكيك علاقتهما، التي وُرثت له وحفظها وقرر أن تكون موضوع فيلمه الأول.
ومصر حاضرة بقوة في سياق روجلي بعدد من الأحياء المختلفة التي تظهر في الفيلم، حتى وإن كان الفيلم يحمل اسم الإسكندرية، ولكن كاميرا المخرج تتجول في شوارع القاهرة أكثر، ومنذ بداية وصول البطلة إلى القاهرة، يكون المخرج حريص على إبراز الشوارع ووجوه الناس، وأصوات الزحام، في مصر الجديدة ومدينة نصر ووسط البلد، كما أن شريط الصوت في الفيلم يعتمد بنسبة 50% على الحنين إلى مصر من خلال دمج مجموعة من الأغاني المصرية البارزة في سياق الأحداث، مثل بحلم معاك لنجاة، وحرّمت أحبك لوردة، والتي لم يكن مفهوم سبب اختيارهما، سواء فيما يتعلق بالزمن الذي تدور فيه الأحداث، أو الوضع النفسي للشخصيات، ويمكن اعتبار أغنية عبدالحليم حافظ أهواك، الأفضل توظيفا وتعبيرا عن حالة البطلة الرئيسية للفيلم.
وتنقسم الأماكن في الفيلم إلى ثلاثة: سويسرا والقاهرة والإسكندرية، وبينما تسيطر القاهرة على الجانب الأكبر من الأحداث، إلا أن ذاكرة بطلة الفيلم تتأرجح بين حاضرها، بوصفها طبيبة نفسية مهاجرة في سويسرا، وماضيها في الإسكندرية، عندما أفسدت والدتها قصة حبها الوحيدة مع شاب، من طبقة أقل منها اجتماعياً، كما حدث مع الأم نفسها في الماضي أيضاً، عادت تطبيقه على ابنتها.
من المناطق الأساسية التي يركز عليها الفيلم في مصر، حي الزمالك العريق، والذي تتجول فيه البطلة كثيراً للبحث عن منزل خالتها، وفي منتصف جولتها تتذكر بعض المحلات التي ترتبط بالماضي، بالإضافة إلى منطقة الأهرامات التي تضم واحدة من اللحظات الفارقة في رحلة البطلة، حيث تحدث المواجهة بين شبح الأم والابنة “البطلة”، كما أن أفيش الفيلم يحمل واحد من أبرز معالم مصر، الأهرامات، وأيضاً الإسكندرية بشاطئها وبعض أحيائها والمقابر الشهيرة بها، واسم الإسكندرية في العنوان يعد رمزاً رمزا للنوستالجيا ككل التي يحاول المخرج توصيلها للمشاهد بكل الأساليب الدرامية في العمل.