قضت محكمة جنايات جنوب سيناء في جلستها التي عقدت اليوم الأربعاء، برئاسة المستشار حسني جمال عليان، وعضوية المستشارين مجدى نبيل شفيق، ومحمود محمد بديوي، وعمر عاصم عجيلة، وبحضور طارق جودة، وكيل النيابة، ومحمد عبدالستار، سكرتير التحقيق، بمعاقبة قاتل نجله بصحراء دهب، بالسجن المشدد 15عامًا.
وتعود تفاصيل الواقعة في 15 فبراير الماضي، عندما عثر أحد الحراس على شخص عاري تمامًا بمنطقة وادي زغرة التابعة لمدينة دهب تبين أنه الأب، و اعترف للحارس بأنه قام بقتل نجله داخل الصحراء، وعلى الفور قام الحارس بالاتصال بالنجدة، والتي وصلت على الفور للموقع، وقامت بتمشيط المنطقة حتى عثرت على جثة الطفل، وجرى نقلها إلى مستشفى دهب.
واعترف الأب بقتل نجله، وجرى تحرير محضر رقم 132 لسنة 2024 إداري دهب، وإحالة الأب للمحكمة في القضية رقم 947 لسنة 2024 جنايات قسم دهب، ومقيدة برقم 406 لسنة 2024 كلي جنوب سيناء.
وتبين أن المتهم من أصول بدوية، متزوج مرتين وأب لـ 5 أبناء، بينهم 3 بنات وولد من الزوجة الأولى التي انفصل عنها منذ أربع سنوات، وتزوج منذ سنتين وأنجب ولد من الزوجة الثانية.
وكان المتهم قد اصطحب نجله يوم الجريمة بسياراته الخاصة إلى طريق يقع بين مدينتي دهب ونويبع بالقرب من وادي زعرة في تمام الساعة التاسعة مساءً بدون ابداء أي أسباب، وحينما وصل إلى الطريق الخارجي للوادي ترجل بصحبة نجله داخل وادي زغرة بنحو 3 كيلومترات سيرًا على الأقدام، ثم انقض على نجله وقيده بعد أن أوقعه على الأرض، وقام بوضع الرمل داخل فمه وأنفه وأذنه وعينيه، مع الضغط على الرقبة حتى أن فارق الحياة، ثم تركه بعدما خلع ملابسه كاملة وسار لأكثر من نحو 4 كيلو إلى أن وجد منزل مهجور وجلس أمامه يوم كامل.
وحينما مر غفير بالصدفة بتلك المنطقة رأى الأب عاريًا تمامًا من ملابسه فخشي أن يتقدم له بمفرده لغرابة الموقف، ولجا لأشخاص آخرين لمواجهته وحينما سألوه عن سر مكوثه بتلك المكان وهو عاري ادعى الجنون، قائلًا “أنا المهد المنتظر وجئت للجهاد”، وأقر بقتل نجله، وساعدوه على ارتداء الملابس حتى يمكنهم اصطحابه إلى الشرطة، وقاموا بالاتصال بالنجدة.
وكانت قد مرت دورية من الشرطة على الطريق ولاحظوا سيارة تقف على الطريق الخارجي للواد، وبها كل المتعلقات الشخصية من أوراق لمالكها، ولكن لا يوجد بها أحد.
وبعد بلاغ الغفير توجه رجال المباحث على الفور لمكان الواقعة الذي دلهم عليه الجاني، وعثروا على جثة الطفل، وجرى نقل الجثمان لمستشفى دهب المركزي.
ووجهت النيابة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد للأب، حيث إنه عقد العزم وبيت النية على قتل نجله، ونفاذًا لذلك استدرج نجله لأحد الأودية الصحراوية النائية وقام بشل مقاومته وخنقه بيده حتى أفقده الوعي، ولم يرضعه ضعف قوته وقله حيلته، واضعًا الرمال ا في فمه وأنفه كاتمًا أنفاسه قاصدًا من تلك الأفعال قتله.
وكانت قد قضت محكمة الجنايات جنوب سيناء بتأجيل القضية إلى أغسطس لسماع الشهود، وخلال جلسة أغسطس قررت تأجيلها إلى سبتمبر الجاري لغياب الدفاع.
وفي جلسة اليوم أمام محكمة الجنايات ادعى المتهم أنه المهدى المنتظر ، وأنه لم يقتل نجله وأنه حي، ولكنه قتل جن يلبس نجله عمرة 5 آلاف عام، وأنه قتل نجله “عبدالهادي” عشان يجيب حق أجداده من الجن، وظل طوال الجلسة يهذي بكلمات غير مفهومة، ولكن في نهاية الجلسة أصدرت المحكمة حكمها المتقدم.