قال الناقد عصام زكريا، مدير مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إن المهرجان السينمائي هو بالأساس أفلام وهو أمر فني، لكن للوصول إلى هذه الأفلام عليك أن تفكر بأمور لوجيستية عديدة توافرها ضروري لإقامة المهرجان، موضحا أن تفاصيل مثل الافتتاح والختام والطيران والإقامة تلتهم الجزء الأكبر من الميزانية، وكذلك شراء حقوق عرض الأفلام يحتاج إلى مبالغ طائلة.
وأكد “زكريا” في تصريحات صحفية، أنه سعى منذ تولي المسؤولية، ترشيد النفقات ليس بمعنى تخفيضها وإنما إعادة النظر في كيفية توزيعها بطريقة غير تقليدية تحقق أقصى استفادة من الموارد دون التنازل عن مكانة المهرجان الدولي شكلًا وموضوعًا، فمثلا بالنسبة لتكلفة الطيران الكبيرة ورغبة المهرجان في تواجد الصحفيين والإعلاميين الدوليين والعرب المهم جدًا لتوصيل صورة مناسبة للجهد المبذول في فعاليات المهرجان المختلفة، رأى المهرجان خلق التوازن من خلال أن يتحمل الضيوف من الصحفيين والإعلاميين تكلفة الطيران في مقابل تحمل المهرجان تكلفة الإقامة طوال ١٠ أيام مدة المهرجان، بدلًا من النظام الذي كان متبعًا بقضاء نصف مدة المهرجان فقط وهو نظام كان يفقد التواجد الإعلامي الهدف من وجوده وهو الانغماس في تجربة المهرجان بكل معنى الكلمة ومتابعة الفعاليات المتنوعة التي يقدمها من عروض أفلام وفعاليات الصناعة. هذا الأسلوب سمح لنا بدعوة عدد أكبر من الصحفيين والإعلاميين الدوليين والعرب .
وأضاف “زكريا” أن القرار الثاني كان الاعتماد على الخبرات المصرية بدلا من الاستعانة بخبرات أجنبية مكلفة جدًا، فرغم الإيمان بأن وجود خبرات أجنبية يثري المهرجان ويضيف لتنوعه لكن كان القرار أن تكون الاستعانة بالخبرات الأجنبية في حدود أن تمثل إضافة حقيقية وضرورية لفريق العمل وللمهرجان، خاصة أن الخبرات المحلية يمكن أن تنفذ نفس الأعمال بنفس الجودة.
أما فيما يتعلق بشراء حقوق عرض الأفلام، فكان القرار؛ اتباع سياسة مدروسة جدًا في هذا الأمر تعتمد على تقليل النفقات في هذا الجانب دون التنازل عن جودة الأفلام المختارة بعناية فائقة. هذه الاستراتيجية اعتمدت على أمرين أساسيين. الأول هو تعضيد فريق البرمجة من خلال الجمع بين نظام المبرمجين المتخصصين جغرافيا وبين نظام لجان المشاهدة، فقد قام المهرجان هذا العام بالاستعانة بفريق كبير يساند المبرمجين في مشاهدة الأفلام وتكثيف المناقشات حولها بحيث لا ينحصر اختيار الأفلام على المبرمج وحده. ومن خلال التصويت الجماعي و المناقشات المكثفة يضمن اختيارات مدروسة لافضل الافلام المتوافق عليها، كما أن زيادة عدد أعضاء الفريق أتاح ايضًا وجود عدد أكبر من الأفلام التي تتم مشاهدتها والاختيار منها بحيث لا تكون قاصرة فقط على الأفلام الأشهر التي تتنافس عليها المهرجانات ويعرضها الموزعون بأسعار مبالغ فيها، فصار لدى المهرجان فرص أكبر لاكتشاف افلام عالية الجودة فنيًا وتحمل قصصها مضامين انسانية رائعة. فالعالم مليء بالأفلام الجيدة التي لا تحصل على فرص لأن الجميع يتسابقون للحصول على عدد محدود من الأفلام فقط والتي لبعضها مكان ايضًا في برنامج الدورة 45.