قال الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، إن حصول الأكاديمية على المركز الأول في مؤشر جودة التعليم في مصر، والمركز التاسع عشر من بين 292 جامعة على مستوى العالم العربي عام 2024 لم يكن من فراغ، وإنما جاء نتيجة رؤية ورسالة نُفِّذتا وفق خطط زمنية وعمل دؤوب.
جاء ذلك خلال حواره مع الإعلامي أحمد العصار في برنامج «حوار عن قرب» المذاع على قناة «TEN» الفضائية.
وأوضح عبد الغفار أن أهم ملامح هذا الجهد تمثلت في رؤية الأكاديمية التي ارتكزت على أن الاهتمام ببناء الإنسان هو النواة الأساسية للحصول على أفضل تعليم، وتم ذلك بحشد كل الإمكانات والموارد واستغلالها في موضعها الصحيح لتحقيق الأهداف التي تقود إلى تحقيق هذه الرؤية.
تفاصيل الإنجاز الكبير
وعن تفاصيل هذا الإنجاز، قال عبد الغفار: “لو عدنا بتاريخ الأكاديمية إلى شهر يناير عام 2012، سنجد أن تصنيفنا العالمي كان 6000 وفقًا لتصنيف Webometrics العالمي، من بين 24,000 جامعة، وهو تصنيف لم يلبِّ طموحنا ولم يتوافق مع رسالة الجامعة ورؤيتها.”
وتابع: “بعدها سعينا لمراجعة المناهج التي يدرسها طلابنا، ومعادلة جميع شهاداتنا من جهات الاعتماد في مصر بصفتها دولة المقر، بالإضافة إلى الاعتمادات الدولية لجميع المناهج.”
وأكد أن هذه الاعتمادات العالمية تكون لمدة محددة، ويتم تقييم الجامعة الممنوح لها الاعتماد بعد انتهاء الفترة، ثم يعاد التقييم بشروط جديدة.
وأوضح عبد الغفار أن الأكاديمية حاصلة على أعلى الاعتمادات الأمريكية في تخصصات الهندسة والحاسبات والهندسة المعمارية، وكذلك على اعتماد ألماني في إدارة الأعمال والنقل الدولي، مما يمكن الخريج من العمل بشهادة الأكاديمية في أي مكان في العالم دون الحاجة لمعادلتها، بالإضافة إلى عمل الأكاديمية توأمة مع بعض كبريات الجامعات العالمية، مما جعل جودة التعليم في الأكاديمية منهجًا وليس مجرد شعار.
نظم التعلم وتطورها
وعن نظم التعليم ومواكبة آخر تطوراتها، قال عبد الغفار: “راعينا ذلك بتنويع مصادر المعرفة أمام الدارسين، وجميعها من مراجع موثقة عالميًا، وحرصنا على أن يكون لكل مادة مرجع وكتاب إلكتروني يحتفظ بهما الطالب.”
ومما ساهم في تطور عملية تلقي المعلومة إنشاء منصة تعليمية، وهي خطوة تحدث لأول مرة في جامعات مصر، وتم إنشاؤها بالتعاون مع شركة مايكروسوفت العالمية.
وتابع: “عن طريقها يستطيع الدارس أو الباحث الاستذكار وتدوين ملاحظاته بقلم إلكتروني، وتظل هذه الملاحظات في كتابه ويحق له الاحتفاظ بها. كما نُدرّس باللغة الإنجليزية، ويمكن للطالب ترجمة أي صفحة باللغة العربية، وله حرية الاختيار من بين 80 لغة حية متاحة.”
وأضاف: “اهتممنا أيضًا بالمعامل المتطورة والمجهزة على أعلى مستوى، ولدينا مجمع محاكيات في النقل البحري لا يوجد مثله في أي دولة بجنوب المتوسط أو إفريقيا، وهو معتمد من أفضل جهات الاعتماد في العالم.”
الأكاديمية والبحث العلمي
وعن مساهمة الأكاديمية في تطوير البحث العلمي، قال عبد الغفار إن الأكاديمية تهتم بالبحث العلمي التطبيقي، بالإضافة إلى اختيار أفضل العناصر من أعضاء هيئة التدريس، وبعد الاختيار يتم ابتعاثهم إلى أفضل جامعات العالم.
وخلال عشر سنوات، حصل 600 عضو على الدكتوراه من أفضل جامعات العالم، كما أننا لا نبخل على المعامل والمستشفيات، ومنها مستشفى طب الأسنان في العلمين الجديدة، التي تستقبل 300 مريض يوميًا، بالإضافة إلى مستشفى الأسنان، كما افتتحنا مستشفى الطب البشري في أغسطس الماضي، والتي تستقبل 60 مريضًا يوميًا، وتقدم لهم كافة الخدمات الطبية مجانًا.
مجال الذكاء الاصطناعي
وأوضح عبد الغفار أن الأكاديمية تقوم بدور بارز في مجال الذكاء الاصطناعي، وقال: “أنشأنا كلية الذكاء الاصطناعي وكنا سباقين في هذه الخطوة، ثم فكرنا بعدها في إنشاء مركز ومرصد عربي للذكاء الاصطناعي ليكون مخزونًا من المعلومات لكافة الدول العربية، ويتابعون من خلاله آخر التطورات وأحدث التقنيات في هذا المجال.”
ونوّه عبد الغفار إلى أن السنوات المقبلة ستشهد بروز الذكاء الاصطناعي في مجال الأعمال نتيجة الثورة العلمية والتقنية غير المسبوقة في هذا المجال.
اختيار موقع كلية الآثار
وعن سبب اختيار موقع كلية الآثار والتراث الحضاري التابعة للأكاديمية في أسوان، أوضح عبد الغفار أنه تم اختيار الموقع حتى يتلاحم الطالب عمليًا مع ما يدرس، مما يرسخ المفهوم العلمي لديه، بالإضافة إلى أن أسوان تُعَدُّ معملًا مفتوحًا وبها جزء كبير جدًا من تراث وآثار العالم، مما يمكن الطالب أو الباحث من معاينة بعثات الاستكشاف والترميم عن قرب.
تطلعات الأكاديمية المستقبلية
وعن تطلعات الأكاديمية في المستقبل، أكد عبد الغفار أن من ضمن استراتيجيات الأكاديمية “بناء الإنسان”، وقال: “نرى أن التعليم هو أساس نهضة الأمم، ونتمنى الاستمرار في تعليم الطالب كيفية الدراسة وبناء أسس حياته العملية داخل أروقة الأكاديمية، لتمكينه من أداء دوره في خدمة المجتمع.”
وتابع: “إذا استمررنا على نفس النهج، ستكون الأكاديمية الأفضل – أو على الأقل واحدة من أفضل الصروح العلمية في مصر. ونحن مستمرون في تقديم الاستشارات للدول العربية للمشروعات التنموية واستغلال القدرات البشرية، والتعرف على مصادر الثروة الطبيعية.”
وبتنفيذ هذه الرسالة، نكون قد نجحنا في دورنا كمنظمة عمل عربي تساهم في بناء الكوادر البشرية، ليصل الشاب المصري والعربي إلى المكانة التي يستحقها، رغم الظروف بالغة الصعوبة والتحديات غير المسبوقة التي تمر بها الأمة العربية على وجه الخصوص.