أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الجمعة، إحباط هجمات شنتها فصائل موالية لتركيا على سد تشرين وجسر قرة قوزاق في شمال سوريا، مشيرة إلى أن 8 من مقاتليها لقوا حتفهم، وأصيب 13 في اشتباكات بين الجانبين على مدى 3 أيام.
وقالت “قسد”، في بيان، إن 210 مسلحين من الفصائل الموالية لتركيا سقطوا في الاشتباكات عند سد تشرين وجسر قرة قوزاق في جنوب شرق منبج، بينما أصيب مئات بجروح، بحسب وكالة رويترز للأنباء.
وأشارت إلى أن الفصائل الموالية لتركيا، والتي تطلق على نفسها “الجيش الوطني”، شنت “هجوماً شاملاً” من عدة محاور على السد والجسر، وقالت إن أنقرة قدمت دعماً جوياً لتلك الفصائل في هجماتها التي تسببت في “أضرار خطيرة” بسد تشرين.
اشتباكات في منبج
وذكرت “رويترز” أن فصائل موالية لتركيا انتزعت، في وقت سابق هذا الأسبوع، السيطرة على مدينة منبج شمال سوريا من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي انسحبت بعد ذلك إلى شرقي نهر الفرات.
وقال مصدر في المعارضة السورية لـ”رويترز” إن الولايات المتحدة وتركيا توصلتا إلى اتفاق بشأن الانسحاب، وذكر مسؤول بوزارة الدفاع التركية، الجمعة، أن تقدم المجموعة المدعومة من تركيا يهدف إلى “تطهير الإرهاب”.
وحذر المسؤول من وجود جهود لم يحددها لتوفير غطاء لحزب العمال الكردستاني عن طريق الإشارة إلى المخاطر المتعلقة بتنظيم داعش، مضيفاً أن أنقرة أبلغت واشنطن بأنه لا يمكن استخدام جماعة إرهابية للقضاء على أخرى.
وقال بلينكن، الاثنين، إن تنظيم “داعش” سيحاول استغلال هذه الفترة لإعادة بناء قدراته في سوريا، لكن الولايات المتحدة عازمة على عدم السماح بحدوث ذلك.
وانسحب بعض مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية أيضاً من تل رفعت وأجزاء من حلب الواقعة غرباً في الأيام الأولى من الهجوم الخاطف الذي اجتاح البلاد جنوباً.
كما استهدفت تركيا وحدات حماية الشعب بشكل مباشر في الأيام القليلة الماضية، إذ دمر جهاز المخابرات التركي 12 شاحنة محملة بالصواريخ والأسلحة الثقيلة في شمال شرق سوريا.
وتعتبر “قوات سوريا الديمقراطية” من أقوى الفصائل المسلحة في سوريا، وتُشكل الوحدات الكردية (بجناحيها حماية الشعب وحماية المرأة) التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، الجناح السوري لحزب “العمال الكردستاني” (pyd)، عمودها الفقري. وهذا الحزب تدرجه العديد من الدول في قوائم “الإرهاب”.
ومع بدء توسع الصراع المسلح في سوريا وازدياد نفوذ “داعش”، تم تشكيل قوات كردية بدعم أميركي لمحاربة التنظيم المتطرف، وقاتلت هذه الفصائل في إطار التحالف الدولي الذي تقود الولايات المتحدة.
في العام 2015، أسست الجماعات الكردية “قوات سوريا الديمقراطية”، وانضمت إليها فصائل من العشائر العربية، والمجلس العسكري السرياني.
وتُسيطر “قسد” على مناطق واسعة شمالي وشرق سوريا، في الحسكة والرقة ودير الزور وريف حلب، لكنها تتعرض لهجمات متكررة من القوات التركية والفصائل السورية التابعة لها.
ولم تشارك القوات الكردية في المعارك الأخيرة التي أدت إلى إسقاط نظام الأسد، وكانت تتركز أولويتها بالحفاظ على مناطق سيطرتها ومنع تقدم فصائل المعارضة باتجاه مواقعها.