أعلن الفنان أحمد أمين عن العمل القادم له في موسم دراما رمضان، وهو مسلسل “النُص” من إخراج حسام علي، ومعالجة درامية للنص الأدبي “مذكرات نشال”، وسيناريو وحوار شريف عبدالفتاح، وعبدالرحمن جاويش، ووجيه صبري.
المسلسل مكون من 15 حلقة فقط، ومن المقرر عرضه على إحدى قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى رمضان 2025، بعد غياب أمين عن رمضان 2024، وانتشرت صورة لأحمد أمين وهو يقرأ كتاب “مذكرات نشال” للباحث أيمن عثمان، ترويجاً للعمل.
-ما هو أصل حكاية مذكرات نشال؟
يلعب أحمد أمين في المسلسل شخصية عبدالعزيز النص، بطل الحكاية، والتي ظهرت لأول مرة في النص الأدبي “مذكرات نشال” بقلم الصحفي حسني يوسف، وهي مجموعة من الحكايات الشعبية التي من المفترض قَصها النُص على الصحفي خلال عشرينيات القرن الماضي وجُمعت في هذا النص بصيغة المذكرات.
و”مذكرات نشال” هي جزء من سلسلة من المذكرات عن المهمشين في المجتمع المصري أصدرها حسني يوسف بدأت بنَص “مذكرات فتوة”.
ووفق الحكاية التي أوردها حسني يوسف فقد جاء عبدالعزيز النص إلى مقر جريدة “لسان الشعب” التي يصدرها الصحفي، منذ عام 1924 وحتى عام 1930، وطلب منه أن يكتب له مذكراته مثلما فعل مع الفتوة أبو الحجاج يوسف سابقاً في نَص “مذكرات فتوة” وقد كان بالفعل.
-هل مذكرات نشال حقيقية أم خيال مؤلف؟
يطرح الباحث أيمن عثمان تساؤلاً حول حقيقة نَص “مذكرات نشال” في كتابه، حيث ركز على إهداء كتبه حسني يوسف إلى الكاتب الكبير توفيق الحكيم في إحدى إصدارات “مذكرات نشال”، وقال “إلى أمير البنان الكاتب العبقري الأستاذ توفيق بك الحكيم أتشرف بأن أهدي قصتي”، الصادرة في نوفمبر 1938، ويشير عثمان إلى أن كلمة قصتي تضعنا أمام احتمال أن يكون حسني يوسف قد صاغ المذكرات من وحي خياله بعد الاستعانة بالأرشيف الصحفي المتاح في ذلك الوقت عن النشالين في مصر.
ويؤكد عثمان أن محتوى الصحف التي تركزت على موضوعات جرائم النشر كانت غزيرة في هذه الفترة، على سبيل المثال اهتمت مجلة الدنيا المصورة منذ عددها الأول في مايو 1929 بالتحقيقات الصحفية الخاصة بالجرائم ومنها النشل، ففي 29 مايو 1929 نشرت تحقيقا بعنوان “أكبر نشال في مصر” وتصدر غلاف العدد صورة النشال محمد فهمي الدرستاوي الشهير بلقب “الخفة” وتحقيقاً آخر حول مدار النشل، وكتب بيرم التونسي مقالاً بعنوان “لعنة الله على المَحافظ” حول موقف حقيقي حدث له بالفعل عندما تعرض للنشل.
ويقول عثمان: “جاء نص مذكرات نشال متفرداً في التأريخ لسلوك طائفة النشالين في سرده بلهجته الدارجة المصرية وحفظه لمصطلحات شعبية بَطل استخدامها فكان لابد من تحقيقها وتوثيقها”، وكان ثمن نسخة هذه المذكرات عندما نُشرت 3 قروش.
-ملامح شخصية عبدالعزيز النُص في المذكرات
رجل جميل الملامح ومهندم الملابس، خط الشيب رأسه بعض الشيء، ويحرص على ارتداء ملابس تجعله في منزلة الوجهاء أحياناً، تعلم النشل على يد إحدى النشالين الكِبار، الذي يُدعى محمود دُقدق، وليس لدى النُص أي إخوة، وحصل على تدليل كبير من والده مما جعله مُدلل وكلما هرب من كُتاب أو مدرسة لم يعترض، وبعد فترة في عمله بالنشل افتتح مَحل حلوى وألعاب في شارع محمد علي.
بين عامي 1914 و1915 تدهورت الحالة المادية للنُص وخسر كل ما يملك، واضطر للتفكير في عمل آخر، بعد أن قرر عدم العودة للنشل مرة أخرى، وسعى للعمل “كومساري” في مصلحة “التروماي” وبالفعل استطاع أن يصل إلى هدفه بعد أسابيع من المحاولات المتكررة، وعمل بها 8 سنوات، ثم عادل إلى النشل مرة أخرى، وكانت أهدافه أغلبها في محيط مسارح شارع عماد الدين.
يحتوي نص “مذكرات نشال” للباحث أيمن عثمان أيضاً على عدد كبير من الكلمات، مُرتبة فيما يشبه قاموس للكلمات العامية الدارجة والأمثال الشعبية ومعناها خلال عشرينيات القرن الماضي، تعبر عن الناس والحياة والمجتمع، وأيضاً جزء أرشيفي صحفي كامل حول التحقيقات والمقالات التي كتبت عن النشل والنشالين في مصر خلال عقود النصف الأول من القرن العشرين