كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقابلة بثت الخميس، بأنه حض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأيام التي تلت اندلاع الحرب على غزة، على الحد من الضحايا بين المدنيين، واستيعاب “المخاوف المشروعة” للفلسطينيين، فيما دافع عن دعمه القوي لإسرائيل.
وقال بايدن في مقابلة مع شبكة MSNBC الأمريكية قبل أيام من مغادرته منصبه، إنه طلب من نتنياهو مراراً أن “يجد طريقة لاستيعاب المخاوف المشروعة للفلسطينيين”، ووصف بايدن نتنياهو بأنه “صديق”، رغم أنه “لم يتفق معه كثيراً في الآونة الأخيرة”.
وأضاف: “ظللت أذكر صديقي، وهو صديق، رغم أننا لم نتفق مؤخراً على الكثير من الأشياء، بيبي نتنياهو، بأن عليه أن يجد طريقة للتعامل مع المخاوف المشروعة لمجموعة كبيرة من الناس يسمون الفلسطينيين، والذين لا يوجد لديهم مكان للعيش بشكل مستقل”.
وذكر بايدن أن المرة الأولى التي حض فيها نتنياهو على الحد من سقوط ضحايا بين المدنيين، كانت خلال زيارته لإسرائيل، بعد 10 أيام من اندلاع الحرب.
وقال بايدن إنه قال لنتنياهو: “الولايات المتحدة تدعمك، ولكن لا يجب أن تقصف هذه المجتمعات بالكامل”، واستخدم بايدن عبارة “القصف البساطي” Carpet Bombing التي تعود للحرب العالمية الثانية وتعني قصفاً واسعاً لتدمير منطقة بأكملها.
وأضاف أن نتنياهو رد عليه قائلاً: “لقد فعلتموها، قصفتم برلين قصفاً بساطياً (خلال الحرب العالمية الثانية)، وألقيتم قنبلة نووية، وقتلتم الآلاف من الأبرياء، لأنكم كان عليكم الفوز بالحرب”.
ورد بايدن بالقول: “نعم، ولكن لهذا السبب أنشأنا الأمم المتحدة”.
وتابع: “كان نتنياهو يعارضني حين قلت إنه لا يمكن أن تقصف مناطق مدنية بشكل عشوائي حتى ولو كان الأشرار هناك، لا يمكنكم قتل 20 شخصاً من أجل قتل شخص واحد”، على حد وصفه.
وقال إن نتنياهو “قدم حجة مشروعة، من وجهة نظره، وقال (انظر هؤلاء هم الذين يقتلون شعبي، ويتواجدون في هذه الأنفاق)”بحسب موقع الشرق الإخباري..
وأضاف بايدن: “لا أحد يعرف كم الأميال التي بنوها، إنه أمر مذهل 200 قدم تحت الأرض، ولا توجد طريقة للوصول إليهم، إلا بتدمير الأماكن التي دخلوا منها إلى تلك الأنفاق، وهذه هي أول مرة ناقشته في الحد من الضحايا بين الأبرياء”، وفق قوله.
وأوضح أنه لم يتحدث حينها معه عن وقف للنار ولكن “كيفية منع موت الأبرياء، وبعد ذلك دفعت بشدة لدخول المساعدات الإنسانية”.
ورداً على سؤال، بشأن ما إذا كان يعتقد بأن نتنياهو كان يؤجل وقف النار لأغراضه السياسية، مع العلم بأن اتفاقاً لوقف إطلاق النار كان ليساهم في إعادة انتخابه أو انتخاب نائبته كامالا هاريس.
رد بايدن: “لا أعتقد أن هذه كانت حسبته، أن هذا كان ليساعدنا ضد (دونالد) ترمب، لا أعتقد هذا، ولكن أعتقد أنه في موقف حتى الآن، يتطلب جرأة لمواجهة التحالف الحكومي الذي لديه، لأنهم سيصوتون ضد ويطيحون به من المنصب. كانت عليه ضغوط سياسية ضخمة دفعته لفعل عدد من الأشياء التي كانت غير مثمرة”.