كنت أجلس ذات مرة مع الرئيس السادات ورن جرس الهاتف فقال لي السادات

يقول الكاتب أنيس منصور في مذكراته :
كنت أجلس ذات مرة مع الرئيس السادات ورن جرس الهاتف فقال لي السادات :
شوف مين يا أنيس يمكن تكون جيهان عاوزة حاجة.
ألووووووو …
آيوة فخامتكم أنا أنيس منصور
حالا السيد الرئيس مع فخامتك
.. الشيخ زايد ياريس .
.. أهلا .. أهلا… بفخامة الأخ الحبيب.
كيف الحال ياشيخ زايد …مسرور باتصالك ..إن شاء الله تكون الإمارات وشعبها الطيب بخير ..إنتم شعب طيب ودود ياشيخ زايد .
– شكرا فخامة الرئيس ..وعموما أنا نبلغ فخامتك إني أرسلت اليوم ٥٠ مليون دولار مساعدة لمصر ..بخصوص ……!!
زأر السادات زئير الأسد وألقي غليونه جانبا .
إنت بتقول آيه ياشيخ زايد ؟
مصر لاتقبل مساعدات من أحد!.
مصر طول عمرها تديكم مساعدات وتقف في ضهركم،،
مصر عزيزة النفس ياشيخ زايد،،
لأ..لأ…احنا مابنقبالش مساعدات ولا شفقة من حد .
إنت وكل العرب بتسددوا ديون عليكم و في ذمتكم لمصر .
مصر اللي أعطتكم في عوز .
كنا نرسل المعلم ومعاه الكراس والقلم ومرتبه من خزينة مصر . اوعوا تنسوا ديونكم لمصر .
ولما تسددوا بعضها مايبقاش مساعدة ياشيخ زايد،،، الكلام ده عيب و غير مقبول بالمرة.
يقول أنيس :
التهبت مشاعري مع الرئيس وشعرت بعزة مصر تتجلي في موقف وطني عظيم من الرئيس السادات ..
هدأ الرئيس قليلا ولما ترك لي الهاتف ..قال تعرف ياأنيس لو لم يعتذر الشيخ زايد لمصر عن هذا التطاول كان لي رأي تاني معاه …
بس أصل الشيخ زايد طيب وعلي نياته وثقافته محدودة ..لكنه طيب وبيحب مصر وله مواقف معانا حلوة لاننكرها .. بس مش لحد التطاول والمن علي مصر بمساعدة ..
مصر أكبر من كل العالم ده يا أنيس …!
انتهي كلام أنيس منصور
ولم تنته الحكاية .
نختلف أو نتفق مع السادات وقراراته إلا أن هذا الموقف يجب تسجيله في التاريخ حتى يعلم كل متطاول على مصر وشعبها أن الفضل من بعد الله لمصر عليكم وعلى غيركم.
وليس ذنب شعبها أن ابتلاهم الله بمن قزم مكانة في مصر في عيون خدام الكيان وفراخه.
إن مصر دولة تسرق وتستنزف منذ فجر التاريخ ومع ذلك الدولة مستمرة وتنبض بالحياة.
والله لو كانت دولة أخرى ولو عظمى كالصين أو امريكا على كمية السرقات التي تحدث فيها ما بقيت كل هذه السنوات تطعم أهلها.
مصر هي مداد الأمة، عبر التاريخ ولا يقلل من مكانتها إلا مريض القلب.
وأنا أصدق أنيس منصور في هذه الواقعة.
واقعة السادات نقلا عن الإعلامي تهامي منتصر.