اختتم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الجمعة جولته في العراق في مدينة البصرة بجنوب البلاد، منهيا بذلك الزيارة الرسمية الخارجية الأولى له منذ انتخابه والتي تمحورت حول تعزيز التعاون مع الجار الحليف.
ووصل الرئيس الإيراني الى كبرى مدن جنوب العراق صباح اليوم الجمعة، بعد ساعات من زيارته وسط زحمة من الزوار، العتبة العلوية في النجف الأشرف ثمّ العتبة الحسينية في كربلاء المقدّسة.
ورافق محافظ البصرة أسعد العيداني بزشكيان إلى مطار المدينة، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأكّدت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” أن بزشيكان عاد الى طهران بعد ظهر الجمعة مختتما زيارة لثلاثة أيام.
والخميس، التقى الرئيس الإيراني مسؤولين أكرادا في إقليم كردستان بشمال العراق، حيث دعا إلى “توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري” والأمني.
وكان بزشكيان أول رئيس إيراني يزور، وفق مسؤولين، الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي، وذلك في انعكاس لتحسّن العلاقات بين طهران وأربيل.
وتعثّرت العلاقات بين الطرفين في الأعوام الأخيرة بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في الإقليم منذ ثمانينات القرن المنصرم إبان الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988).
وتتّهم طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة الى أراضيها انطلاقا من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.
وفي مارس 2023، وقّع العراق وإيران اتفاقا أمنيا بعد أشهر قليلة على تنفيذ طهران ضربات ضد مجموعات كردية معارِضة في شمال العراق. ومنذ ذلك الحين، اتفق البلدان على نزع سلاح المجموعات المتمرّدة الكردية الإيرانية وإبعادها من الحدود المشتركة.
وكان بزشكيان بدأ زيارته الى العراق الأربعاء في بغداد حيث التقى مسؤولين ووقع على “14 مذكرة تفاهم” في مجالات مختلفة، مركّزا على أهمية العلاقات الثنائية التاريخية.