تفقدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم الثلاثاء، الأوضاع عند معبر كرم أبو سالم الحدودي بجنوبى إسرائيل، في ظل تراجع حجم الامدادات التي تصل للسكان المدنيين في قطاع غزة.
وأطلع مدير المعبر وزيرة الخارجية الألمانية بشأن كيفية التعامل مع الشاحنات المحملة بإمدادات الإغاثة، بما في ذلك المواد الغذائية والدواء، في المساحة الواسعة المخصصة للتفتيش، والمقسمة بجدران خرسانية.
ودعت بيربوك إلى سرعة الإفراج عن الشحنات بالنظر إلى تراجع حجم المساعدات التي تصل إلى غزة، وقالت في تل أبيب بعد زيارة المعبر إنه “بالنظر إلى المعاناة في غزة، لم يعد بمقدورنا التباحث بشأن أين يوجد عنق الزجاجة، ولا من يتحمل المسؤولية”.
وأوضحت أن الجانبين المصري والإسرائيلي أبلغاها أن “عنق الزجاجة يتمثل في المقام الأول في عملية نقل الإمدادات بين الشاحنات، حيث يتم في بعض الأحيان تحميل الشاحنات وتفتيشها ثلاث مرات”.
وأضافت أنه “يتعين إيجاد طريقة للتوقف عن إجراء عملية التحميل ثلاث مرات”.
وقالت إنها سوف تعمل لضمان التوسع في تنفيذ أسلوب أردني يتمثل في توجه عدد محدود من الشاحنات إلى غزة مباشرة، دون الحاجة إلى إجراء إعادة تحميل على الحدود، مضيفة أن ألمانيا “سوف تزيل جميع العقبات لضمان تحقيق ذلك في غضون الأيام القليلة المقبلة”.
وتفاقمت الأوضاع الانسانية في قطاع غزة حيث لا يجد المدنيون الفلسطينيون المعزولون داخل القطاع احتياجاتهم الأساسية مثل الغذاء والماء والدواء. وحذرت منظمة الأمم المتحدة من احتمالات حدوث مجاعة وشيكة في القطاع الذي يسكنه قرابة 1ر1 مليون نسمة.
ويقع معبر كرم أبو سالم بالقرب من الحدود المصرية، وتم إغلاقه عقب الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي ثم أعيد فتحه مجددا يوم 17 ديسمبر لتوصيل شحنات المساعدات الانسانية.
ويتم التعامل مع 120 شاحنة تحمل مساعدات يوميا في المتوسط، وقبل هجوم 7 أكتوبر، كانت قرابة 500 شاحنة تصل قطاع غزة يوميا، وتمر أكثر من 300 منها من معبر كرم أبو سالم.
وفي وقت سابق اليوم، عقدت بيربوك اجتماعا مع نظيرها الإسرائيلي إسرائيل كاتس في القدس.
ومن المرجح أن المحادثات السرية بين الوزيرين دارت حول موضوعات راهنة مع الحكومة الإسرائيلية، وتركزت على قرار الأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وتوفير المزيد من المساعدات للسكان المدنيين هناك، والمطالب بحل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين.
ونظرا للقضايا الصعبة، بدت تحية الوزيرين فاترة ومهنية ومحدودة الترحاب. وكانت هناك المصافحة والابتسامة المعتادة أمام الكاميرات، بينما غاب تقريبا التواصل البصري بين بيربوك وكاتس.
وعقب لقائها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أشادت بيربوك مساء أمس الاثنين بوضوح بالسلطة الفلسطينية لمساهمتها في قرار الأمم المتحدة. وقالت بيربوك في رام الله إنه بإدانتها الواضحة لعنف حماس ضد المدنيين في إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي قدمت السلطة الفلسطينية التي يتزعمها عباس “مساهمة مهمة” في القرار الذي اتخذ في نيويورك.
وأضافت أنه لا يمكنها سوى دعم دعوة السلطة الفلسطينية التي وجهها عباس إلى حماس لإلقاء سلاحها، مشيرة إلى أن النداء العاجل الذي أطلقه مجلس الأمن الدولي أمس الاثنين لوقف إطلاق النار جاء متأخرا، مؤكدة أهمية مطالب الإفراج عن جميع الرهائن في غزة وتقديم المزيد من المساعدات للسكان المدنيين هناك.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المرة السادسة التي تزور فيها بيربوك إسرائيل منذ الهجوم الذي نفذته حركة حماس الإسلامية في 7 أكتوبر الماضي.