يُعرض يوميًّا ما عدا الثلاثاء من كل أسبوع، العرض المسرحي “السمسمية” على المسرح العائم الصغير بالمنيل، وهو ثاني عروض مبادرة “وُلد هُنا”، التي تم إطلاقها مستهل يناير 2023، خلال خطة البيت الفني للمسرح، والعرض كتابة وإخراج سعيد سليمان، ومن إنتاج فرقة المواجهة والتجوال، والتي يديرها المخرج محمد الشرقاوي، وتحت رعاية رئيس الإنتاج الثقافي المخرج خالد جلال والقائم بأعمال رئيس البيت الفني للمسرح.
“السمسمية” حالة فنية مختلفة، مزيج من الحكي والمشاهد التعبيرية، تلعب الموسيقى الحية فيها دور البطولة، والتي اعتمدت على آلات العود والطبلة والدف والسمسمية، وتناغم عناصر العرض المسرحي من ديكور وإضاءة وملابس وحركة الممثلين، تجعلك تشعر أنك بداخل ملحمة فنية شعبية.
ويحكي العرض سبب عيد الشرطة وما الذي حدث في العدوان الثلاثي على مصر، ولماذا أصبح 23 ديسمبر العيد القومي لمدينة بورسعيد، كما يسلط العرض الضوء على دور المقاومة الشعبية في مدينة السويس، ثم يأخذنا أبطال العرض في رحلة حكي تعبيرية لنعرف معهم على أبطال المقاومة الشعبية ومنهم زينب الكفراوي ببورسعيد وعبد المنعم قناوي من السويس، والمُلقّب بصقر المقاومة.
وعن تلك التجربة يقول مخرج العرض سعيد سليمان: المبادرة تلقي الضوء على التنويريين في العديد من المدن، كل عرض يسلط الضوء في هذه المبادرة على عددًا من الأبطال الذين كان لهم دور هام في المدن المرتبط بها العرض، في السمسمية نحن نتحدث عن مدن القناة وسيناء، وبدأت رحلة البحث عن ما يمتاز به مدن القناة وجنوب الصعيد، وهذه المدن امتازوا بالمقاومة بداية من مواجهتهم للعدوان الثلاثي وحرب أكتوبر.
واستكمل: الهدف من المبادرة هو تسليط الضوء على شخصيات غير معروفة ولكن كان لها دور بطولي هام، ضحت بأوقاتها وأرواحها فداء الوطن، وكنت حريص على أن يبرز العرض شخصيات المقاومة من النساء والرجاء ومنهم زينب الكفراوي وعبدالمنعم قناوي وفتحية الأخرس وعلية الشطوي وكابتن غزالي وآمنة دهشان وعلي زنجير.
وعن رأي الجمهور وصداه قال مخرج العرض: المفرح أن الجمهور يخرج من العرض يخبرنا أنهم علموا عن هذه الشخصيات من خلال العرض، وأن الأسر بأطفالهم بدأوا يتعرفوا على فكرة المقاومة وشخصياتها بطريقة مسلية دون ملل، وبعض الجمهور العادي يخبرونا أنهم بعد العرض يبحثون عن هذه الشخصيات التي رأوها في العرض، ليعرفوا عنها أكثر، وهذا هو هدف الفن وهدف هذه المبادرة تحديدًا، انها تلقي الضوء على شخصيات لم يأخذوا حقهم.
وتابع: العرض يصنع نوعًا من العدوة الإيجابية لقوة الإرادة واستمرار الحياة ومواجهة الصعوبات دون يأس ومقاومة الصعوبات، وتحديد أهداف حقيقية في حياة الأفراد اليومية، وهذا ما وصل للجمهور ويخرجون من العرض بطاقة إيجابية أفضل، وهذا ما تقوله آخر أغنية في العرض “أيوه ممكن تكون أنت البطل”.
وعن تعامله مع الجانب التراثي قال سعيد سليمان: اعتدت على تقديم عروض تراثية من التراث الصوفي أو الحكاية والموال الشعبي، أما هنا تراث مختلف حتى عن تراث الجنوب، ولكن هذا التراث ثورجي جدًا دون صبر بدون تردد او انتظار، هنا المواجهة هي الحل سواء بالكلمة أو بالسلاح، فنهم نابع من مواجهتهم للحروب، السمسمية تحفذ وتجذب الناس للمقاومة، وهذا تراث مختلف عن ما قدمته من قبل، أول مرة اتعامل مع الكف والضمة وهي من التراث البورسعيدي، وهذا ما نصنعه في بداية العرض، نضم الجمهور مع الفنانين، وهذا الهمنا بالمشاركة مع الجمهور، فالعرض به تفاعل مباشر مع الجمهور، من بداية استقبال المؤديين للجمهور قبل دخولهم العرض، ثم حكي مباشر معهم داخل الحكاية، وبالتالي نبع شكل من الأشكال الشعبية الحماسية مع الناس، والمسرح وعناصره في حالة حركة دائمة، وهذا نابع او تم استلهامه من التراث الحركي عند الصيادين و ابطال المقاومة الشعبية.
وأكد سعيد سليمان أن التركيبة الشاملة للممثل كانت نابعة من هذا التراث، حيث ان الفنانين على المسرح يرقصون ويغنون ويحكون ويؤدون، جميعهم يصنعون كل شيء داخل العرض.
يشارك في بطولة العرض الفنانين آسر علي وإيمان مسامح وأحمد جمال وهيثم درويش وسالي النمس وجاكلين سعد وأحمد السيد ومريم سعيد وعبد الرحمن ال مرسي ومحمد النمس ووسام مصطفى واياد القاضي وروجينا نادي واشرف عبد الرؤوف والرؤية الموسيقية لهيثم درويش، وديكور وملابس سماح نبيل، ومكياج رحاب طايع وتصميم دعاية علي عبد الرحمن وفوتوغرافيا غريب النمر، والمخرجان المساعدان رحمة محمد ودنيا بكر، والمخرجين المنفذين عليا عبد الخالق وفاطمة عصمت وأحمد ماهر، وكتابة وإخراج سعيد سليمان