من حرم جامعة كولومبيا في نيويورك كانت انطلاقة شرارة الانتفاضة الطلابية الأمريكية الداعمة لفلسطين، والتي سرعان ما تمددت في مختلف الجامعات بالولايات المتحدة مع تدخل الشرطة واعتقالها عشرات المحتجين.
كما اتسع نطاق هذا الحراك الطلابي ليصل إلى جامعات فرنسا وبريطانيا وكندا والمكسيك.
وفي هذا الإطار، استعرضت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تناول ومعالجة وسائل الإعلام في العديد من الدول حول العالم لتلك الاحتجاجات، معتبرة أنها بمثابة “اختبار نفسي للعالم”.
وقالت الصحيفة في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني، أمس الجمعة، إن “العالم يراقب ما يحدث في حرم الجامعات الأمريكية بصدمة وفخر وقلق، وذلك بينما تصدرت مشاهد الاحتجاجات – واعتقالات المتظاهرين – عناوين الأخبار في دول حول العالم من بينها ألمانيا وإيران.
وبحسب الصحيفة، أشاد البعض بالاحتجاجات واعتبروا أن الحملات القمعية للاحتجاجات دليل على النفاق الأمريكي فيما يتعلق بحقوق الإنسان وحرية التعبير، لكن آخرين لا يزالون يعتبرونها أحدث فصل في حروب الثقافة الأمريكية المستمرة، على حد تعبيرها. واعتبرت “نيويورك تايمز” أن الاحتجاجات، من بعض النواحي، والاستجابة لها كانت بمثابة اختبار نفسي للعالم.
*إيران تشير إلى إزدواجية المعايير الأمريكية
كانت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية تغطي احتجاجات الجامعات الأمريكية عن كثب، معتبرة إياها دليل على المعايير الأمريكية المزدوجة فيما يتعلق بحرية التعبير.
وتصدرت صور اقتحام شرطة مكافحة الشغب لجامعة كولومبيا الصفحات الأولى للعديد من الصحف المحافظة في إيران، يوم الخميس، مع عناوين رئيسية: “هكذا تعامل أمريكا الطلاب”، و”الحملات القمعية والطرد ثمن الليبرالية”. من جانبه، أعرب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان عن المخاوف بشأن سلامة النشطاء والمحتجين الطلاب الأمريكيين.
ونشر عبداللهيان، الأسبوع الماضي، مقطع فيديو عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً) لضباط الشرطة وهم يتعاملون مع الطلاب ويصفدون أيديهم، واصفاً إياه بـ”القمع”، وقائلاً إن الأمر “يوضح السياسة المزدوجة والسلوك المتناقض للحكومة الأمريكية تجاه حرية التعبير”.
* صمت إعلامي صيني
وكان من بين المناطق التي لم تلق فيها الاحتجاجات الجامعية الأمريكية تغطية خبرية هي الصين، حيث لم تأتِ وسائل الإعلام الحكومية على ذكرها الأسبوع الماضي. ورجح جان بيير كابستان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة هونج كونج المعمدانية، أن يكون السبب وراء ذلك هو عدم رغبة السلطات الصينية في أن ينظم الطلاب احتجاجات بجامعاتهم، قائلاً: “يقلقون من أن الطلاب سيستخدمون ذلك كحجة للتعبئة”، على حد تعبيره. وقد وجهت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشونينج انتقادات الولايات المتحدة عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، المحظورة في الصين.