اعترفت إسبانيا وأيرلندا والنرويج اليوم الثلاثاء رسميا بدولة فلسطينية مستقلة في جهد منسق على الرغم من المعارضة الشديدة من إسرائيل.
وأعلنت الدول الثلاث الأسبوع الماضي بأن الاعتراف بفلسطين سيدخل حيز التنفيذ اليوم الثلاثاء، في لحظة فاصلة تمثل خروجا على سياسة سابقة استمرت لعقود ، وأظهرت فى الوقت ذاته فتورا دبلوماسية تجد إسرائيل نفسها فى مواجهته.
ويحمل الإجراء قيمة رمزية قوية نظرا لأن أغلب الدول الأوروبية الغربية الأخرى تتبنى وجهة النظر القائلة بأن قيام الدولة الفلسطينية لا يمكن أن يأتي إلا بعد مفاوضات مباشرة بين فلسطين وإسرائيل.
وقال رئيس الوزراء الأيرلندي سايمون هاريس في بيان له، إن “هذا القرار الذي اتخذته أيرلندا يهدف إلى إبقاء الأمل حيا. إنه يتعلق بمعتقد أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد بالنسبة لإسرائيل وفلسطين للعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن”.
وقالت الحكومة الأيرلندية في بيان صحفي، إنه سيتم إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين دبلن ورام الله، بما يشمل تعيين سفير لأيرلندا لدى دولة فلسطين.
أعلنت الحكومة اليسارية في إسبانيا رسميا الاعتراف بالدولة الفلسطينية اليوم الثلاثاء، بعد اتخاذ القرار الأسبوع الماضي، إلى جانب النرويج وأيرلندا.
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في بيان خارج مقر إقامته الرسمي، في قصر مونكلوا، بالعاصمة مدريد، :” هذا قرار تاريخي له هدف واحد: مساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين على تحقيق السلام”.
وفي ضوء الجدل الدائر حول مسألة حدود دولة فلسطين، قال سانشيز إنه ليس لإسبانيا “تحديد حدود الدول الأخرى”.
وذكر الزعيم الاشتراكي أن دولة فلسطين “يجب أن تكون قابلة للحياة أولا وقبل كل شيء”.
ولتحقيق هذه الغاية، أضاف: “يتعين ربط الضفة الغربية وقطاع غزة بممر وتكون العاصمة القدس الشرقية، وتوحيدهما تحت ولاية الحكومة الشرعية للسلطة الفلسطينية”.
وقال سانشيز إن قرار حكومته ليس موجها ضد إسرائيل، التي وصفها بأنها “دولة صديقة نحترمها ونقدرها ونريد أن تكون لدينا أفضل علاقات ممكنة معها”.
وأضاف أن حكومته تعارض حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتدين بشدة الهجمات التي شنتها على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.
ورغم ذلك، أضاف أن الاعتراف بدولة فلسطين هو “السبيل الوحيد لحل الدولتين”.
وانتقد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس رئيس الوزراء الإسباني حيث كتب عبر منصة “إكس” اليوم أن سانشيز “متواطئ في التحريض على الإبادة العرقية لليهود وجرائم حرب”.
وكان كاتس يشير إلى مقطع مصور قالت فيه نائبة رئيس الوزراء الإسبانية يولاندا دياز إن الفلسطينين سيكونون أحرارا “من النهر إلى البحر”.
ومن وجهة النظر الإسرائيلية، يعتبر الشعار معاديا للسامية لأنه يعبر عن مطالبة فلسطين بالسيادة من نهر الأردن إلى البحر المتوسط، مما يعني أنه لن يكون هناك وجود لإسرائيل، وأنه يمثل دعوة لطرد اليهود من إسرائيل أو قتلهم.
يذكر أن إسبانيا كانت منذ وقت طويل من أشد المنتقدين في أوروبا للحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وعلقت الحكومة اليسارية جميع صادرات الأسلحة لإسرائيل في أكتوبر.
كما قررت مؤخرا حرمات جميع سفن الشحن المحملة بالأسلحة المتجهة إلى إسرائيل من الرسو في الموانئ الإسبانية مستقبلا.
ووصف وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي، اعتراف بلاده بدولة فلسطين بأنه لحظة “فارقة”، بينما وجه أيضا انتقادات لإسرائيل.
وقال إيدي في بيان صدر عن وزارة الخارجية النرويجية اليوم الثلاثاء: “لقد كانت النرويج منذ أكثر من 30 عاما، واحدة من أقوى المدافعين عن دولة فلسطينية.
واليوم، بينما تعترف النرويج رسميا بالدولة الفلسطينية، فإن ذلك يعد علامة فارقة في العلاقة بين النرويج وفلسطين.
جدير بالذكر أن غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تعترف بدولة فلسطين.
ومع ذلك، فإن الدول الغربية المؤثرة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا ومعظم دول الاتحاد الأوروبي لا تعترف بدولة فلسطينية مستقلة.