شيدت رابطة ألمانية تسمى “مؤسسة البنات الكبار”، بالتعاون مع شريك كيني مدرسة ابتدائية بمنطقة كيمانا بالمنطقة الجنوبية من كينيا. وسوف توفر المدرسة بين أشياء أخرى، على الفتيات قطع مسافة تصل إلى عشرة كيلومترات سيرا على الأقدام كل يوم للوصول إلى المدرسة.
وتضم المدرسة المسماة “أول دونيو أويبور” نحو 95 فتاة من قومية الماساي البدوية وسوف يعشن داخل المدرسة أثناء العام الدراسي.
ويوجد متنزه أمبوسيلي الوطني، الشهير بوجود قطعان كثيرة من الفيلة، على مسافة 30 كيلومترا فقط من المدرسة.
وكانت رحلة الوصول إلى المدرسة مليئة بالمخاطر حيث كان يجب عليهن مراقبة تحركات الحيوانات البرية التي تمر بالقرب منهن.
ورغم أن الصبية يواجهون أيضا التهديد من جانب الحيوانات البرية، فهناك أسباب أخرى تدعو إلى تركيز الدعم على البنات.
وتوضح سامار ناتالاميا المشرفة على برنامج المنح الدراسية، بمؤسسة “الحياة الكبيرة الكينية”، وهي شريكة لمؤسسة “البنت الكبيرة”، هذه التفرقة في الدعم بين الأولاد والبنات فتقول، “إذا واجهت أسرة ما مصاعب مالية، مثل تلك الناجمة عن الجفاف، فتقوم بإخراج البنات وليس الصبية من المدرسة”.
وتضيف “عادة لا تعود البنات إلى مقاعد الدراسة في حالة تحسن الأوضاع”.
بالإضافة إلى ذلك يتعين على البنات بشكل خاص إكمال الأعمال المنزلية، التي تستهلك الوقت عندما يعدن من المدرسة.
وهذه الأعمال لا تترك وقتا لأداء الواجبات المدرسية، كما أنهن يشعرن بالإرهاق غالبا، ويجدن صعوبة في التركيز بشكل جيد في المدرسة.
وتشير تقديرات صندوق رعاية الطفولة التابع للأمم المتحدة (اليونيسيف)، إلى أن تسعة ملايين من البنات تتراوح أعمارهن بين 6 و11 عاما، لم يذهبن إلى المدارس على الإطلاق في أفريقيا، مقارنة بنحو 6 ملايين من الصبية لم يلتحقوا بالمدارس.
وحتى قبل أن يتم بناء المبنى السكني الجديد، كان مدير المدرسة جوزيف نكونكات يتيح لبعض التلميذات، اللاتي يقطعن مسافة طويلة من البيت إلى المدرسة، المبيت في الفصول الدراسية على مراتب.
ويضيف إنه بفضل المبنى السكني الجديد، أتيحت الفرصة الآن لاستقبال المزيد من البنات للإقامة.
وتلتزم مؤسسة “البنات الكبيرات” بدعم البنات على وجه التحديد، بسبب العوائق التي تعترض طريقهن في التعلم
وتدعم المنظمة التي تتخذ من ميونخ مقرا لها، وتمارس نشاطها في كينيا منذ أربعة أعوام، نحو 200 فتاة صغيرة عن طريق منح دراسية ومبادرات نشر الثقافة الصحية في المدارس.