روى عدد من المصورين الصحفيين الفلسطينيين بقطاع غزة، قصصهم ومعاناتهم في توثيق العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الأعزل في قصص مصورة.
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته نقابة الصحفيين، اليوم الأربعاء، بالتنسيق مع لجنة نقابة الصحفيين الفلسطينيين في مصر، ضمن فعاليات اليوم التضامني الذي تنظمه النقابة، للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بمناسبة الذكرى 76 لنكبة فلسطين ومرور 8 أشهر على العدوان الصهيوني على غزة.
وقال المصور الصحفي بقطاع غزة أحمد حسب الله: “عايشت 192 يومًا من الحرب الشرسة على القطاع، والتغطية الصحفية كانت من الصعب التغطيات ولجميع الصحفيين، وكانت أسوء 192 يومًا في حياتي”.
وأضاف: “البداية إني غطيت في مدينة غزة لمدة أسبوع، ففي أول يوم صارت الحرب كان كل صحفي لا يعرف ما سبب الصواريخ والصراخ، وأول شيء فعلته قمت مسرعًا اتفقد معداتي الصحفية وتوجهت لنقل ما يحدث، وتوجهت على مستشفى الشفاء لأنه سيكون هناك مصابين وبدأت بتوثيق الجرحى والشهداء الذين كانوا يتم إحضارهم”.
وتابع: “أرسلت للجهة التي أعمل بها بأن هناك صور ورفعت أول مادة وفي اللحظة ذاتها ابن خالي استشهد وحملت كاميرتي، وتوجهت لتصويره وهو شهيد في أول موقف وكنت أقول له “نفسي أصورك وأنت عريس ولكن صورته وهو شهيد، ونعتبره عريس وصورته بدموعي وأنا منهار”.
واستطرد: “الأحداث تسارعت في الميدان وفي اليوم الرابع فوجئت باتصال من أهلي بأنهم قصفوا بيتي، وأكملت عملي ولم أعد للمنزل، والأسبوع الثاني طلبت مني الجهة التي أعمل بها، أن انتقل للنزوح إلى جنوب قطاع غزة بعد الأسبوع الأول للحرب وبدأت التغطية هناك في مستشفى ناصر”.
وتابع: “وبعد فترة بسيطة تم فصل الشمال عن الجنوب، وهنا صارت الصدمة لأن أهلي في الشمال، وأنا في الجنوب وكانت آخر مرة رأيت فيها أهلي كان ثاني يوم من الحرب، وحتى هذه اللحظة لم أراهم، كما تلقيت خبر استشهاد والدي وأنا لم أره”.
فيما المصور الصحفي الفلسطيني رافي الملح فبحسرة، قال: “خلال 25 سنة عاصرنا حرب كثيرة فابني الأصغر يوسف 12 عامًا حضر رابع حرب في حياته، وفي أول الحرب في 7 أكتوبر، الإسرائيليين كانوا يهددون ولأول مرة منطقة آمنة يتم استهدافها”.
ويتابع: “قمنا بالإخلاء، وكانت وأول ضربة بالحرب بالمنزل المجاور لنا، واستشهد 7 أفراد من عائلتي، وفهمنا بعدها أن هذه الحرب هي حرب إبادة”.
وواصل: “منذ 7 أكتوبر ازداد عدد الفقراء والمخيمات والشهداء والأرامل وخسرت ناس كتيرة من أهلي وأصدقائي وأهالينا ماتوا”، وفقًا المصور الصحفي الفلسطيني نضال رحمي.
ويردف: “كأن غزة رقعة من لوحة الشطرنج تدار عليها الصواريخ والقنابل”.
بدوره تحدث المصور الصحفي الفلسطيني لؤي أيوب، عن معاناته في القطاع: “أول مرة أعيش مثل هذه التفاصيل، ولي أكثر من 165 يومًا لم أرى أهلي الذين يتواجدون في الشمال، ولم أسمع صوت أحد منهم”.
ويتابع: “قمت بتصوير أب وهو يحمل ابنه الصغير في كفن، وحينما شعر أن ابنه تحرك وضع رأسه عليه، ولكن من كانوا معه قالوا له شد حيلك، ولا يوجد أمل في أن يعيش”.
ويشارك في المؤتمر المصورون الفلسطينيون “محمد سالم، ونضال رحمي، ولؤي أيوب، ومحمد الثلاثيني، وسمر أبو العوف، ومعمر أبو طبيخ، وأمير الترك، ومحمد أبو نحل، ورافي الملح، وخالد ديب أبو سلطان”.