يزور الرئيس عبدالفتاح السيسي،رئيس الجمهورية، تلبية لدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينج، رئيس جمهورية الصين الشعبية، العاصمة بكين خلال الفترة منذ الثلاثاء وحتى غد الجمعة.
وتتضمن الزيارة عقد مباحثات قمة بين الرئيسين، ولقاءات مع كبار قيادات الدولة الصينية، لمناقشة أوجه تعزيز العلاقات الثنائية وفتح آفاق أوسع للتعاون في مختلف المجالات، تزامناً مع الذكرى العاشرة لترفيع العلاقات بين مصر والصين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وأيضا تشمل المباحثات كذلك مختلف القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الحرب في غزة، وسبل استعادة الاستقرار في المنطقة، بما يحقق تطلعات شعوبها نحو السلام والأمن والتنمية.
ولكن، كيف زاد التبادل التجاري بين مصر والصين ألف مرة خلال بضع عقود؟
وفقا لدراسة أعدتها الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، فشهدت العلاقات المصرية الصينية تطورًا مستمرًا في كافة المجالات على مدى العقود الستة الماضية، حيث اتخذت حكومات الدولتين مصر والصين العديد من الخطوات لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما على مدار السنوات السابقة، مما أسفر عن توقيع عشرات الاتفاقيات تنظيم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين.
تضاعف التبادل التجاري ألف مرة
وارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين من 12.2 مليون دولار أمريكي في عام 1954 إلى 452 مليون دولار أمريكي عام 1995 إلى أكثر من عشرة مليارات دولار أمريكي في عام 2013، ثم إلى أربعة عشر مليارًا وخمسمائة وستين مليون دولار أمريكي في عام 2020؛ أي أنه تضاعف نحو ألف مرة خلال خمسة وستين عامًا.
ووفق تقرير سابق لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لرئاسة مجلس الوزراء، صارت مصر الشريك التجاري رقم 40 للصين، كما وصل حجم الاستثمارات الصينية فى مصر إلى سبعة مليارات وسبعمائة مليون دولار أمريكي حتى نهاية عام 2020، حيث يعد التعاون المصري- الصيني في المنطقة الاقتصادية بشمال غرب خليج السويس نموذجًا واعدًا للتعاون الاستثماري بين البلدين.
زيادة التبادل التجاري والصادرات المصرية
وفي 23 مايو الماضي، أعلن مجلس الوزراء المصري أن حجم التبادل التجاري بين مصر والصين، خلال عام 2023، وصل إلى 15.7 مليار دولار، فيما سجل حجم الصادرات المصرية إلى الصين، في نفس العام، 881 مليون دولار، كما وصل حجم الاستثمارات إلى 8 مليارات دولار من خلال أكثر من 2600 شركة ذات المساهمة الصينية.
وأصبحت منطقة “تيدا” للتعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر والصين، تضم حاليًا، ما يزيد على 140 شركة في قطاعات صناعية ولوجستية وخدمية، بحجم استثمارات يتخطى 3.3 مليار دولار، وتوفر فرص عمل تصل إلى أكثر من 10 آلاف فرصة.
صادرات مصر.. الزيوت والقطن
وبالنسبة للمجموعات السلعية التي صدرتها مصر إلى الصين خلال الـ11 شهر الأولى من عام 2022، جاء الوقود والزيوت المعدنية ومنتجات تقطيرها فى المركز الأول بقيمة 1.3 مليار دولار، ثم القطن بقيمة 104.3 مليون دولار، ثم الفواكه بقيمة 76.8 مليون دولار، ثم الأغذية المحضرة للحيوانات بقيمة 62.3 مليون دولار.
ثم الألياف النسيجية بقيمة 31.4 مليون دولار، ثم الجلود بقيمة 19.5 مليون دولار، ثم النحاس ومصنوعاته بقيمة 17 مليون دولار، ثم الألومنيوم ومصنوعاته بقيمة 15.5 مليون دولار، ثم المصنوعات من الحجر بقيمة 11.1 مليون دولار، ثم الأسمدة بقيمة 8.2 مليون دولار.
واردات من الصين.. الآلات والأجهزة
بالنسبة للمجموعات السلعية التي استوردتها مصر من الصين خلال الـ11 شهر الأولى من عام 2022، فجاءت كالتالى: الآلات والأجهزة الكهربائية فى المقدمة بقيمة 2.6 مليار دولار، ثم مراجل وآلات وأجهزة وأدوات آلية بقيمة 1.9 مليار دولار، ثم شعيرات تركيبية أو اصطناعية بقيمة 976.7 مليون دولار، ثم لدائن ومصنوعاتها بقيمة 914.3 مليون دولار، ثم منتجات كيميائية عضوية بقيمة 868.5 مليون دولار.
ثم سيارات وجرارات ودراجات بقيمة 554.3 مليون دولار، ثم حديد وصلب بقيمة 533.1 مليون دولار، ثم مصنوعات من حديد أو صلب بقيمة 432.7 مليون دولار، ثم ألياف تركيبية أو اصطناعية 428.7 مليون دولار، ثم أقمشة بقيمة 397 مليون دولار.
الاستثمار الصيني في مصر
بلغت قيمة الاستثمارات الصينية فى مصر 563.4 مليون دولار خلال العام المالى 2021-2022، مقابل 485.2 مليون دولار خلال العام المالى 2020-2021 بنسبة ارتفاع قدرها 16.1%.
وحقق التعاون الاستثماري الصيني المصري في عام 2021 نجاحا كبيرا، حيث نما الاستثمار الصيني في مصر بسرعة، فبحسب إحصائيات وزارة التجارة الصينية، وصل حجم الاستثمار المباشر الصيني في مصر بنهاية عام 2020 إلى 1.191 مليار دولار أمريكي.
وفي الفترة من يناير إلى سبتمبر 2021، بلغت الاستثمارات الصينية المباشرة في مصر 223 مليون دولار أمريكي، بزيادة قدرها 150.6% على أساس سنوي.
ووفق تقرير مجلس الوزراء، سجلت قيمة تحويلات المصريين العاملين بالصين 12.77 مليون دولار خلال العام المالى 2020-2021 مقابل 12.81 مليون دولار خلال العام المالى 2019-2020 بنسبة انخفاض قدرها 0.3%.
بينما بلغت قيمة تحويلات الصينيين العاملين فى مصر 5.4 مليون دولار خلال العام المالى 2020-2021 مقابل 10.5 مليون دولار خلال العام المالى 2019-2020 بنسبة انخفاض قدرها 48.1%.
الزيارات المتبادلة تعزز التجارة
ووفقا لدراسة الهيئة العامة للاستعلامات، فقد عززت الزيارات المتبادلة لمسئولي البلدين حركة التجارة بين مصر والصين، وأصبحت فرصة لجذب استثمارات إلى مصر في مختلف المجالات خاصة قطاعات البنية التحتية والصناعة والطاقة الجديدة.
وأصبح لدي الشركات الصينية والمصرية العديد من الفرص للدخول في شراكات من أجل التصنيع، الذي أتا للشركات الصينية إمكانية الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة، التي وقعتها مصر مع مختلف الدول والتي تتيح الوصول إلى نحو 3 مليارات مستهلك.
كما تستفيد الشركات المصرية من نقل تكنولوجيا حديثة ومتطورة ورفع كفاءة وتدريب العاملين بها وزيادة الرقابة على الإنتاج والجودة وإضفاء قيمة مضافة على المصانع القائمة.
مجال الطاقة الجديدة والمتجددة الأبرز
وأصبح لدي الشركات الصينية العديد من الفرص لزيادة استثماراتها بمصر خاصة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، خاصة مع قيام مصر ببناء 22 مدينة جديدة باستثمارات كبيرة.
فهناك تعاون مكثف بين الصين ومصر في مجال الطاقة، حيث شاركت أكثر من 20 شركة صينية في التعاون في مجال النفط والغاز في مصر تغطي الاستكشاف والاستغلال، وخدمات هندسة البترول، وتصنيع المعدات، وتجارة البضائع والتكرير والهندسة الكيميائية.
وأعلنت، حينها، شركة تيدا المصرية الصينية للتطوير الصناعي، أحد الاستثمارات الصينية البارزة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، عن دخولها في مفاوضات متقدمة مع 20 شركة تكنولوجية صينية لضخ رؤوس أموال جديدة، يبلغ قيمتها نحو 1.2 مليار دولار.