تحتفل الإذاعة المصرية، اليوم، بمرور 90 عامًا على بداية رحلتها، حيث بدأت رسميًا في 31 مايو عام 1934، ولكن هذا التاريخ لم يكن البداية الفعلية لتعرف الشعب المصري للراديو والمحطات الإذاعية.
فقد كان المصريون يعرفون أجهزة الراديو في بداية القرن العشرين من خلال جاليات الأجانب القادمين من أوروبا، حيث جاء بعضهم ومعهم بعض أجهزة الراديو كهواية، وكان يتم بث بعض المواد على هذه الأجهزة في ساعات محدودة ونطاق ضيق، وهكذا بدأت مصر تتعرف على تجارة جديدة تتمثل في بيع أجهزة الراديو.
ومع تطور الزمن واستخدامات أجهزة الراديو، ظهرت في أواخر العشرينيات أول إذاعة أهلية باسم “مصر الجديدة”، وانتشرت بعد ذلك مجموعة من الإذاعات الأهلية الأخرى التي حملت أسماء أصحابها أو أماكن تواجدها أو حتى أسماء منتسبة لأفراد من العائلة الملكية.
ورغم محاولة المحطات الأهلية الصمود والمنافسة مع الإذاعة الرسمية في مصر، إلا أنها واجهت مقاومة شديدة، وصلت في بعض الأحيان إلى حد الاحتجاجات والإضرابات، مطالبة بالاستمرار في العمل، خاصة مع بداية الإذاعة المصرية التي لم تكن في بدايتها موفقة، وتعاني من برامج مملة وموجات تشويش بسبب ضعف أجهزة الإرسال.
ولكن مع تحسن أداء الإذاعة المصرية وتنوع برامجها، اندثرت الإذاعات الأهلية تدريجيًا، واحتلت الإذاعة الرسمية مكانتها في المشهد الإذاعي المصري.