رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلاهما ينتظران عودة الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب، للبيت الأبيض حال فوزه بسباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل.
واعتبرت الصحيفة أنه قد ينشأ نظام سياسي مختلف إلى حد ما في واشنطن في غضون السبعة أشهر المقبلة بعد الانتخابات الرئاسية.
*نتنياهو يأمل في الاستفادة من ترامب مجددا
وبحسب واشنطن بوست، التقى نتنياهو هذا الشهر بثلاثة مبعوثين للسياسة الخارجية الأمريكية يعملون مع ترامب، الذي لا يزال بإمكانه الفوز في الانتخابات على الرغم من إدانته أمس بـ 34 تهمة جنائية تتعلق بتزوير سجلات تجارية في قضية الأموال السرية في ولاية نيويورك.
ووفقا للصحيفة الأمريكية، فعلى الرغم من أنه من غير الواضح كيف كان سيتعامل مع الصراع الراهن في الشرق الأوسط بشكل مختلف عن الرئيس الحالي جو بايدن، إلا أن ترامب استشهد بالمشادات بين بايدن ونتنياهو كدليل على فشل الولايات المتحدة وأعرب عن القليل من التعاطف العام مع معاناة الفلسطينيين.
وأخبر ترامب المانحين أنه إذا عاد إلى البيت الأبيض، فإنه سيشن حملة صارمة على الجماعات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية، بل وسيعمل على ترحيل الطلاب الأجانب المشاركين في هذه الاحتجاجات.
ووفقا لواشنطن بوست، فإن نتنياهو، الذي استفاد بشكل كبير من ولاية ترامب الأولى، يأمل في الحصول على عائد مماثل في حالة فوزه بولاية ثانية، حيث رفض علانية آمال إدارة بايدن في أن تتولى السلطة الفلسطينية زمام المبادرة في إدارة غزة بعد الحرب، ولم يُظهر هو وحلفاؤه أي اهتمام حتى بالانخراط في مساعي البيت الأبيض بشأن إحياء مسارات إقامة دولة فلسطينية.
وأضافت أن الوقوف في وجه بايدن، الذي انخفضت شعبيته بين الإسرائيليين في الأشهر الأخيرة، قد يساعد في تعزيز الدعم الذي يحتاجه نتنياهو من اليمين الإسرائيلي وكسب التأييد بين نظرائهم في الولايات المتحدة، كما أنه يسرع حدوث تحول أعمق في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب.
وعلى عكس رغبات إدارة بايدن، قد يلقي نتنياهو قريبا كلمة أمام جلسة مشتركة للكونجرس، بناءً على دعوة من الجمهوريين.
*بوتين ينتظر فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية
على صعيد آخر، اعتبرت الصحيفة أن ثمة أدلة أكثر وضوحا على أن بوتين ينتظر فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية، وهو ما من شأنه أن يساعد الكرملين على الأرجح في تعزيز هجماته “غير القانونية” على الأراضي الأوكرانية.
ووفقا لتقارير، فإن ترامب ودائرته الداخلية حددوا شروط التسوية المحتملة بين موسكو وكييف والتي سيحاولون الوصول إليها إذا وصلوا إلى السلطة.
وأضافت أن “اقتراح ترامب يتألف من دفع أوكرانيا للتنازل عن شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس الحدودية لروسيا”، وفقًا لمصادر مطلعة طلبت عدم الكشف عن هويتها نظرا لسرية المحادثات.
ومن شأن مثل هذه الخطوة أن تؤدي إلى كسر التحالف عبر الأطلسي الذي تم بناؤه لدعم مقاومة أوكرانيا للهجوم الروسي. كما أنه سيعزز ابتعاد الجمهوريين عن أمن أوروبا في وقت يتراجع فيه عزم الغرب بشأن أوكرانيا. وسيكون ذلك علامة أخرى على المودة الواضحة التي يكنها ترامب لبوتين.
وتتزايد التوترات بين كييف والمسئولين في إدارة بايدن، حيث تضغط أوكرانيا على حلفائها الغربيين لتخفيف القواعد المتعلقة باستخدام بعض أسلحتهم على أهداف على الأراضي الروسية، بينما ساد التشاؤم بشأن ما يمكن أن تحققه القوات الأوكرانية عسكرياً هذا الصيف، مع شن روسيا هجمات جديدة.
وقال جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترامب: “أعتقد أن أفضل ما يمكن أن نأمله حتى الانتخابات هو الوصول إلى طريق مسدود، بوتين ينتظر ترامب”.
وقال توم دونيلون، مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما إن “علاقة الإعجاب التي لا يمكن تفسيرها بين ترامب وبوتين، إلى جانب عدائه غير المسبوق لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، لا يمكن أن تمنح أوروبا أو أوكرانيا أي ثقة في تعاملاته مع روسيا”.
وأضاف دونيلون: “تعليقات ترامب التي تشجع روسيا على فعل ما تريد مع حلفائنا الأوروبيين هي من بين أكثر التصريحات إثارة للقلق والخطورة التي أدلى بها مرشح حزب رئيسي للانتخابات الرئاسية. ويمثل موقفه خطرا واضحا وقائما على الأمن الأمريكي والأوروبي”.