لم يتخيل «رجب عمران» العجوز السبعيني الذي يقطن بمنطقة الشيخ عبادة بمحافظة المنيا، أنه في لحظة واحدة يمكن أن يفقد ابنته وأحفاده وهم داخل آمنين داخل منزلهم.
يومياً ومع ضجيج الأبناء والأحفاد يستيقظ «الحاج رجب» في الفجر لكسب قوت يومه.. يخرج من بيته حاملاً فأسه على ظهره، كي يباشر الزراعة.. ولكنه.. لم يكن يعلم أن فجر هذا اليوم هو لقاء الأحباء الأخير.
فمع إشراقة الصباح استيقظت ابنته من أجل إعداد وجبة الإفطار، وقررت أن تعد وجبة بطاطس مقلية لأن أبناء أخيها الصغار يفضلون تلك الوجبة ويعتبرون أنها هدية الصباح بالنسبة لهم.
رغبة الفتاة في تجهيز الوجبة سريعًا، بسبب إلحاح الصغار عليها بضرورة تجهيز الإفطار سريعا، جعلها تغفل عن غلق أسطوانة الغاز، وهنا كانت فعلتها بداية الكارثة.
تركت الفتاة «طاسة» الزيت على البوتجاز، وهمت مسرعة، من أجل تجهيز الإفطار للأطفال، وفور الانتهاء عادت مجددا كي تستخدم البوتجاز، وهي لا تعلم أن هناك غاز قد تسرب منه بسبب عدم غلقه.
وبمجرد أن أشعلت «عود الكبريت» تحول المنزل إلى كتلة من اللهب.. أتت النيران على كل شيء وفي طريقها أمسكت في والدتها وشقيقيها واثنين من الأحفاد.
علم الرجل ما حدث عندما جاء إليه أحد أفراد القرية يخبره بأن بيته المكون من 4 طوابق اشتعلت به النيران، ورغم محاولات الإطفاء إلا أنه لم يتمكن أحد من إخماد النيران بسبب قوتها حتى جاءت سيارات الإطفاء، ومعها هدأت النيران.
جاء الرجل ليجد النيران التهمت أفراد أسرته: «كل اللي كانوا في البيت ماتوا، ولما رجعت لاقيتهم جثث متفحمة، وعفش البيت كله راح، وكنت بجهز بنت من اللي ماتو، كل حاجتها راحت في النار».
مشاعر الحزن أفقدت الرجل وعيه عندما رأي جثامين 6 من أفراد أسرته أمام عينه: «راحوا مني في غمضة عين، في لمح البصر مبقوش موجودين معايا».