أصبحت «عزبة الكيلانى» بمدينة مطاي في محافظة المنيا حديث الساعة على مدار عام ونصف، حيث شهدت العديد من الحرائق في ظروف غامضة من منزل لمنزل ومن شارع لشارع، وامتدت لسلسلة واسعة من الحرائق غير معلومة الأسباب، ما أدى إلى سيطرة فكرة أن وراء تلك الحرائق هو «الجن» على حسب تفسير أهالي القرية.
وبعد فشل أهالي العزبة في السيطرة على الحريق المستمر قاموا بالاستعانة بالمشايخ والقساوسة اعتقاداً منهم أن سببها الجن حتى لجأوا إلى مركز الشرطة لتحرير محضر بالواقعة خاصة بعدما اُضطر عدد كبير من الأسر إلى ترك منازلهم، والإقامة في عشش على أطراف العزبة.
وأكد أهالى القرى أن العزبة شهدت العديد من الحرائق داخل مئات المنازل حتى أصبح الوضع شيئاً عاديًا، مؤكدين أن النارتشتعل في الملابس أولا وبعدها تشتعل في باقي المنزل وإذا سكبت عليها المياه تتحول إلى نار وسط مخاوف الأهالي حتى قيام الكثير منهم بترك تلك المنازل، موضحًا: “إذا حاولت إطفاء تلك النيران قم بالتكبير عليها أولًا وبعدها سوف تهدأ تدريجياً ونقوم بعدها بسكب المياه عليها وقراءة القرآن”.
«جن مارد هو السبب».. بتلك الكلمات استهل عمرو عبدالعاطي حديثه لـ «الأخبار المسائي» مؤكداً اندلاع حريق فى أحد المنازل والغريب أن البداية كانت من داخل دولاب الملابس الذى احترق بالكامل وحينما أحضر أحد الأهالى دلواً ممتلئاً بالماء لإخماد النيران فوجئ به فارغاً واعتقدنا فى البداية أن الصدمة دفعته للقدوم بدلو فارغ لكن تكرر الموقف كثيراً وظلت النيران مشتعلة داخل الدولاب.
وأكد أن الحرائق بدأت من منزل واحد لكنها اندلعت فى منزلين آخرين فى نفس الشارع بعد يومين من الحريق الأول ثم امتدت الحرائق إلى شوارع أخرى وأحرقت أكثر من 10 منازل التهمتهم النيران على منزله منذ أيام، وأحرقت الغلال والملابس والخبز البلدى.
وأوضح إبراهيم عزت أن هناك عددًا كبيرًا من الأهالي يقولوا أن السبب في ذلك قيام أحد المواطنين بتحضير جن ولم يتمكن من صرفه أثناء تنقيبه عن الآثار داخل منزله، وهناك أقاويل أخرى أن الجن الذي يقوم بحرق تلك المنازل كان حارس على أحد المقابر الأثرية وبعد فتحها ونهب ما بها غضب الجان وقام بإشعال النار في العزبة.
ولجأ الأهالى إلى أحد المشايخ المشاهير فى محافظة بنى سويف المجاورة، فطلب منهم إحضار بخور ومسامير صلب وقصدير.
أما المزارع محمد رجب فقال إن «جميع أهالى العزبة من البسطاء ومحدودى الدخل وهم يعانون حالياً من الحرائق الغامضة».
وذكر آخر أن السبب في ذلك قيام أحد الأهالي بقتل أحد الجان وبعدها قامت قبيلة الجان في أخذ حقها من الأهالي التي أشعلت النار بها، مؤكدًا أن الأهالي لجأوا إلى أحد المشايخ الذي قام بقراءة القرآن على المياه وعمل بعض الأشياء داخل القرية والمنازل حتي استقر الأمر لمدة 20 يومًا وبعدها عاد اشتعال النار من جديد.
وأضاف أن هناك منزل واحد بالقرية تكرر فيه اشتعال النار أكثر من مرة حتى وصلت النار إلى المخبز الخاص به واشتعلت فيه النار، موضحًا أن هناك مجموعة من الأهالي سافرت إلى القاهرة للأزهر الشريف من أجل معرفة السبب لكن طلب منهم الذهاب إلى مديرية الأوقاف بالمنيا.
وأوضح أن مديرية أوقاف المنيا أرسلت مجموعة من المشايخ إلى العزبة وقاموا بقراءة آيات معينة من القرآن ورش مياه داخل المنازل وخارجها وبعد توقف اشتعال النار لمدة أسبوع رجع الوضع مرة أخرى ومعظمها يندلع بين الظهيرة والغروب.