الطلاق يعنى حل رابطة الزوجية الصحيحة بلفظ الطلاق الصريح أو بعبارة تقوم مقامه تصدر ممن يملكه وهو الزوج أو نائبه، وفى حال طلاق الزوجة غيابيا فلا بد من قيام الزوج بإخطار الزوجة بالطلاق، لأنه من المستقر عليه تتم مراجعة الزوج لزوجته فى مصر بأحكامٍ تعد اجتهاداً جديداً من المشرّع المصرى لم ترد فى المذاهب الإسلامية؛ بغرض حماية المرأة من تعسّف الزوج إذا استخدم حقه الشرعى فى مُراجعتها دون علمها وترد هذه الأحكام فى المادة 22 من القانون رقم 1 لسنة 2000 التى تنص على أنه: “مع عدم الإخلال بحق الزوجة فى إثبات مراجعة مطلّقها لها بكافة طرق الإثبات، لا يُقبَل عند الإنكار ادّعاء الزوج مراجعة مطلقته، ما لم يُعلمها بهذه المراجعة بورقة رسمية، قبل انقضاء ستين يوماً لمن تحيض وتسعين يوماً لمن عدتها بالأشهر من تاريخ توثيق طلاقه لها، وذلك ما لم تكن حاملاً أو تقرّ بعدم انقضاء عدتها حتى إعلانها بالمراجعة”
من جانبه، يقول الخبير القانونى والمحامى بالنقض حسام حسن الجعفرى: “القانون فرض على الزوج الذى طلّق زوجته رجعياً، بإعلانها بالمراجعة بورقة رسمية، خلال 60 يوماً لمن تحيض و90 يوماً لمن عدّتها بالأشهر، وتبدأ هذه المدة من تاريخ توثيق الطلاق – المنصوص عليه فى المادة 21 من القانون ذاته – هذا إلا إذا كانت الزوجة حاملاً فإنه تمتد المدة لحين وضع الحمل وانقضاء العدة، أو إذا أقرّت الزوجة باستمرار العدة لحين إعلانها بالمراجعة، ويترتب على عدم الإعلان بالمراجعة، عدم قبول دعوى المراجعة المقدّمة من الزوج أمام القضاء ضد الزوجة التى تنكر المراجعة”.
ماذا لو لم يقم الزوج بمراجعة زوجته خلال المدة القانونية وقام بمعاشرتها؟
وفقالـ”الجعفرى” فى تصريح لـ”أخبار مصر ” – تستحق الزوجة مستحقاتها الشرعية وهى:
1- نفقة العدة هى فى حقيقتها نفقة زوجية، لأن المطلقة تعد أى لا تتزوج فترة من الزمن، وتشمل المأكل والملبس والمسكن فى حكم الزوجة خلال فترة العدة، كما أن نفقة العدة توجب لجميع المطلقات، عدا المطلقة قبل الدخول أو الخلوة، فهى وحدها التى لا يتعين عليها الانتظار لانقضاء المدة الزمنية فيما بين الطلاق والزواج.
2- المتعة تختلف كليا، فهى تعويض للمطلقة على ما أصابها بسبب الطلاق من ألم وليرفع عنها وصف الإساءة وبمثابة شهادة بأن الطلاق ليس لعلة فيها، وإنما لعذر يخص المطلق، وسبب وجوب المتعة هو الطلاق المستبد به من الزوج والحكمة من تشريعها هى جبر خاطر المطلقة من إساءة استعمال الزوج لحقه فى الطلاق.
ما هى شروط استحقاق المتعة؟
1- أن تكون الزوجة مدخولا بها فى زواج صحيح.
2- وقوع الطلاق بين الزوجين أيا كان نوعه.
3- أن يكون الطلاق قد وقع بغير رضا من الزوجة.
4- ألا تكون الزوجة المتسببة فى الطلاق.
والمتعة تقدر بنفقة سنتين على الأقل، ويجوز أن تفرض المتعة لمدة أكبر من ذلك حسب حالة المطلق المالية والاجتماعية وظروف الطلاق ومدة الزوجية، ويجوز تقسيطها، ولكن يجب أن يكون ذلك بناءً على طلب المدعى عليه، كما يجوز التقسيط عند التنفيذ.
ما هى عقوبة الزوج الذى يجامع زوجته بعد الطلاق دون علمها بطلاقها؟
فى مثل تلك الحالة هناك غش وتدليس، وينعدم الرضا إذا حدث الجماع الجنسى بالغش، وهنا من الممكن أن تكون واقعة جنائية اغتصاب، ويتم تحديد القيد والوصف للجريمة بعد تحقيقات النيابة العامة وإثبات المطلقة أنها ليست على علم بطلاقها، ولو أثبتت عدم علمها يعاقب الزوج بعقوبة الاغتصاب نظرا لانعدام الرضا – الكلام لـ”الجعفرى”.
ما هو تعريف الاغتصاب؟
الاغتصاب هو اتصال رجل بامرأة اتصالا جنسيا كاملا دون رضاء صحيح منها بذلك، ويعتبر انتهاكا صارخا لحرية المجنى عليها الجنسية واعتداء على عرضها وعلى شرفها وتعد إضرارا بحالتها النفسية بل اعتداء على حياتها ككل، إذ قد تؤثر على استقرار حياتها الزوجية إن كانت متزوجة أو على فرص زواجها فى المستقبل، وقد تفرض عليها أيضا أمومة غير شرعية.
ما هى عقوبة من واقع أنثى بغير رضاها؟
حدد الباب الرابع من قانون العقوبات وتحديدا فى المادة 267 منه عقوبة هتك العرض، والتى تقول: “من واقع أنثى بغير رضاها يُعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد ويُعاقب الفاعل بالإعدام إذا كانت المجنى عليها لم يبلغ سنها ثمانى عشرة سنة ميلادية كاملة، أو كان الفاعل من أصول المجنى عليها أو من المتولين تربيتها أو ملاحظتها أو ممن لهم سلطة عليها، أو كان خادمًا بالأجر عندها أو عند من تقدم ذكرهم، أو تعدد الفاعلون للجريمة”.