سلط الاتحاد العالمي للأطباء البيطريين الضوء على واحدة من أهم المشكلات التى تُهدد الحمار بالانقراض من قارة إفريقيا بشكل كامل، وذلك بسبب استمرار التجارة غير المشروعة في جلوده، للتصدير إلى أسواق الأدوية ومستحضرات التجميل الصينية، مشيرا إلى زيادة معدلات الإقبال على التجارة غير الشرعية بجلود الحمير من 3 إلى 3.5 مليون جلد حمار فى السنة، وارتفعت إلى 4 ملايين رأس فى السنة الواحدة، مشيرا إلى أنه فى عام 2017 تم ذبح نحو 100.000 حمار فى إفريقيا، إلا أنه فى 2018 ارتفع هذا العدد ليصبح 360.000 حمار تم ذبحه.
وأوضح الاتحاد العالمى للأطباء البيطريين، فى تقرير له، أن التجارة بجلود الحمير تنشط فى عدة دول، أبرزها: المكسيك، كينيا، أمريكا الجنوبية، شرق وغرب جنوب قارة إفريقيا وخاصة غانا، شرق آسيا، استراليا، لافتا إلى أن دول مثل غانا تستغل لحوم الحمير وجلودها بتصديرها لتصنيعها كمستحضرات التجميل والجيلاتين.
يشار إلى أن الصين كانت لجأت إلى التوسع في استيراد جلود الحمير من الخارج، بعد تحذير باحثين في جامعة بكين من أن الإفراط في ذبح الحمير قد يتسبب في انقراضها من الصين، وتستخدم الصين جلود الحمير لإنتاج مادة الـ”إيجياو”، وهي مادة جيلاتينية كانت مخصصة كدواء للأسرة الملكية في الصين في العصور القديمة، ويوجد اعتقاد قديم أنها تعمل كمحفز جنسي وتعالج الأرق وتمنع ظهور أعراض الشيخوخة.
وتعليقا على ذلك، قال الدكتور محمد شفيق الأمين العام للنقابة العامة للأطباء البيطريين، إن التجارة غير المشروعة بالحمير بالفعل تهدد الحمار بالإنقراض، حيث أن هناك 3 اتجاهات عالميا خاصة بهذه المشكلة، تتمثل فى عمل مزارع لإكثار أنواع محددة من الحمير خاصة الأنواع التى تطلبها الصين لاستخدامها فى المستحضرات الطبية والتجميلية، وفى مصر عانينا من تلك المشكلة، حتى أصدرت الحكومة قرارا بتحديد الكميات الممكن تصديرها من جلود الحمير، للحفاظ على التوازن البيئى، وعدم الوصول إلى الإنقراض، مشيرا إلى أن فى إفريقيا بعض دولها لديها كميات كبير من الحمير لاعتمادها على نظام الرعي والتربية، وبالتالى بدأت تظهر بعض المشكلات فى بعض الدول، ويُعد ذلك إنذارا حيث أنه فى حال انخفاض أحد مصادر الصين للحصول على جلود الحمير، فستلتفت لدول أخرى، بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على هذا الحيوان.
وأضاف شفيق، فى تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع”: لابد من إجراء محاولات لتصنيع المنتجات نفسها التى تصنعها الصين من تلك الحيوانات، حتى لا يتحول إلى ثروة لا نعلمها، إلا بعد اختفائها، وذلك يحتاج إلى رفع قيمة الحمار وعدم الالتفات إلى أسعار شراءه، مؤكدا ضرورة الاهتمام بالحمير واعتباره ثروة محلية، والعمل على إكثاره بشكل علمى، مؤكدا ان اتحاد الأطباء البيطريين العالمى يبذل جهود كبيرة فى هذه المشكلة العالمية، لافتا إلى أنه عندما لا يتم تتبع تجارة الحمير ومنتجاتها المعايير المناسبة، فإنها تهدد صحة الحمير ورفاهيتها، حيث أن الحمير السليمة صحيا قد تصل أعمارها إلى 50 عام وذاكرتها تمتد إلى 25 عام، فى حين أن متوسط أعمارهم فى الحياة الطبيعية البرية 25 عام فقط، كأغلب عمر الفصيلة الخيلية، بجانب أنه أمر يؤثر سلبا على البيئة، ويمكن أن تنشر الأمراض الحيوانية إلى مناطق جديدة، مع زيادة الطلب على منتجاتهم.
وكانت الهيئة العامة للخدمات البيطرية، ممثلة فى الإدارة المركزية للحجر البيطرى بوزارة الزراعة، أصدرت للمرة الأولى قرار بتصدير 10 آلاف حمار حي -ذكور فقط – سنويا إلى الخارج، بالإضافة إلى إصدار الشهادات الصحية والمعملية لتصدير 8 آلاف جلد حمار سنويا، وذلك لمحاربة ظاهرة انتشار لحومها بالأسواق، وتزايد أعدادها بالمحافظات، وتقدر إجمالى عدد الفصيلة الخيلية بمصر خيول وبغال وحمير” بحوالى 3 ملايين رأس منها 1.2مليون خيل، و1.8 مليون حمار بكافة المحافظات.
فى سياق مُتصل، قالت الدكتورة الدكتورة هويدا الخضرى مدير جمعية رعاية الدواب المصرية، إن الصين تركز منذ أكثر من 5 سنوات بشكل أكبر فى تلك تجارة جلود الحمير فى دول إفريقيا، وكثير من دول العالم، وتكون حاليا تلك التجارة توقفت أو تأثرت بسبب جائحة كورونا، لكنها مازالت موجودة، حتى أن الجمعية أعدت تقرير بسبعة لغات على مستوى العالم لأكثر من 40 دولة، واكتشفنا أن هناك دول تواجه نفس المعاناة من تجارة الجلود، وهناك دول الحكومات بها أدركت أهميته وتداركت عن قرارتها فى بيعها، مثل نيجيريا وبوركينافاسو، وفى مصر تم تحديد عدد مسموح به للتصدير للخارج مؤخرا، مشيرة إلى أن الحمير فى مصر أعدادها مازالت تنخفض ليس فقط بسبب التجارة غير الشرعية، بل أيضا عدم الاهتمام برعاية الحمير، نظرا لأنه لا يلق اهتمام من الجميع.
وأكدت هويدا، فى تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع”: أن الحمار أهميته الاقتصادية غير محدودة لدى الحمار، لأنه يعتبره “إيده ورجله” فهو وسيلته الأساسية فى الانتقال، بالإضافة إلى الاعتماد عليه بشكل كبير فى صناعة الطوب، لأن مصانع الطوب فى الصف وجرزة والبحيرة والبدرشين يعتمدون على الحمار لأنه الحيوان الوحيد القادر على تحمل الدخول إلى الأفران والتعامل مع درجات الحرارة المرتفعة، بالإضافة إلى أنه أحد الوسائل النظيفة للانتقال ويسهم فى تخفيض معدلات التلوث، وأفضل من الاعتماد على التوك توك أو التروسيكل.