حرائق الغابات أصبحت معضلة كبيرة تواجه عددا من البلدان حول العالم وتزداد المعضلة فى البلدان العربية التى تواجه أوضاعا سياسية غير مستقرة لتضيف لملفاتها السياسية سخونة على سخونتها، فغالبية تلك الدول لا تمتلك القدرات الكافية للتغلب على هذه الكارثة خاصة أن تتسع لتلتهم مساحات شاسعة من الأخضر واليابس كما هو الوضع فى الجزائر ما يتطلب إمكانات هائلة لمكافحتها وفى ظل الأعباء المادية الكبيرة التى تواجهها تلك الدول خاصة فى ظل تفشى وباء كورونا يزداد الأمر صعوبة.
وعلى الرغم من الأوضاع السياسية الحساسة التى تمر بها تونس إضافة إلى تزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا إلا أن حرائق الغابات التى اندلعت بشكل واسع فى يوليو الجارى مثل تحد كبير أمام الدولة ، فقد قامت الوحدات التابعة للديوان الوطني للحماية المدنية، أمس الجمعة، بـ403 عمليات للإطفاء، بينها 102 لإطفاء حرائق في مناطق مختلفة، وفق ما ذكرته وزارة الداخلية في بيان لها اليوم .
كما تدخلت وحدات الحماية المدنية فى 81 مرة للنجدة والإسعاف بالطرقات و205 للإسعاف في غير حوادث المرور ومرتين في حوادث الشواطئ.
لبنان
وفى لبنان بادرت بعض الدول مثل الأردن بتقديم مساعدات للجيش اللبنانى لدعم جهود إطفاء الحرائق حيث يستمر اشتعال حرائق الغابات فى الشمال، ملتهمة مساحات شاسعة من الأحراج، حيث اقتربت من منازل السكان وتوسعت نحو الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا، وفق الوكالة الوطنية للإعلام بلبنان.
وأكد الجيش اللبنانى أن وحداته تواصل اليوم عمليات إخماد الحرائق المندلعة في القبيات وعندقت وجبل اكروم والجوار شمالي لبنان وذلك بمساندة الطوافات وبمشاركة فرق الدفاع المدني والأهالى.
فيما طالب نقيب المهندسين فى طرابلس والشمال بهاء حرب، الدولة اللبنانية بإعلان عكار منطقة منكوبة والعمل وفق هذا القرار للإسراع فى إخماد الحرائق.
كما دعا الأجهزة الأمنية المختلفة إلى إجراء أوسع تحقيق واتخاذ كل الإجراءات الضرورية فى هذه القضية للكشف والقبض على الفاعلين والمجرمين، فى حال تبين نتيجة التحقيقات أن اندلاع كل هذه الحرائق هو بفعل إهمال.
وكانت الحرائق قد اندلعت فى غابات الصنوبر بمنطقة القبيات بمحافظة عكار شمالى لبنان، فيما امتدت لتشمل منطقة الهرمل شمال شرقى لبنان وصولا إلى الحدود اللبنانية السورية.
وقد خرجت تلك الحرائق عن السيطرة فى منطقة جبل أكروم عند الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا، وتوسعت رقعة النار ليلا بشكل كبير فى محلة قرنة الديبة، واقتربت من البساتين والحقول الزراعية وبعض المنازل التى غادرها سكانها تحسبا من تغير اتجاه الرياح ليلا واندفاعها باتجاههم.
فيما اعتبرت وزيرة الإعلام بحكومة تصريف الأعمال الدكتورة منال عبدالصمد، في بيان اليوم، أن “كارثة بيئية حقيقية تجتاح لبنان مهددة ثروته الخضراء، بعدما التهمت الحرائق مساحات شاسعة من الغابات والأحراج في مناطق عدة في عكار، وأدت الى خسائر كبيرة لا تعوض في الأرواح والممتلكات”.
وشددت على أن “لبنان لا يزال في عين عاصفة حرائق مالية واقتصادية متتالية، واليوم حرائق بيئية، علينا الحد من مخاطرها بكل الإمكانات المتاحة، تفاديا لاندلاع حرائق مماثلة”، لافتة إلى أن “انحسارها لا يعني عدم تجددها أو اندلاعها في مناطق أخرى”.
ودعت الى “تضافر الجهود لقياس مخاطر تلك الكارثة البيئية والإنسانية وإدارتها والتي تتجدد سنويا، وإلى تكثيف حملات التوعية وتسليط الضوء على الإرشادات الوقائية للمديرية العامة للدفاع المدني، والتشديد على أهمية التزامها والتحلي بالمسؤولية والمواطنية، لتجنب حرائق أخرى في مناطق أخرى”.
الجزائر
وفى الجزائر تسبب نشوب حرائق بعدة مناطق منها غابة ذراع الناقة بأعالي جبل الوحش بقسنطينة، فى إتلاف 120 هكتار من البساط الأخضر، حيث تدخلت مصالح الحماية المدنية التابعة لبلديات قسنطينة والحامة بوزيان، والخروب، وعين أعبيد، وعين السمارة، حيت سخّر 16 شاحنة إطفاء، وسيارتي إسعاف و3 سيارات اتصال وحافلتين، بالإضافة إلى 82 عونا من مختلف الرتب، لإخماد حريق بغابة ذراع الناقة والذى نتج عنه إتلاف 120 هكتار من المساحات الخضراء، من بينها 9 هكتارات غابة مفتوحة فيها أشجار الكالتيوس، والصنوبر، والصرو، كما تم تسجيل حريق 71 هكتارا من الديس، والقندول، وكذا 40 هكتارا ملكية خاصة متمثلة في أحراش. وفق صحيفة البلاد الجزائرية
وحسب تقرير لمصالح الحماية المدينة، فإن الخسائر تم تقييمها من قبل مصالح الغابات، حيث حوصر الحريق وأخمد في حدود مساء الخميس، كما تم تسجيل خلال 48 ساعة الأخيرة، احتراق أشجار مثمرة وأشجار صنوبر، و700 متر مربع من الأعشاب اليابسة بكل من بلديات قسنطينة، والخروب وعين أعبيد، كما تم تسخير لهذه العملية 5 شاحنات، و17 عونا.
وتم تخصيص لجان لحصر المواطنين المتضررين جراء تلك الحرائق وبحث سبل تعويض تلك الأسر