فتابع معي إذاً لتعرف أكثر .
(الشدة المستنصرية): مسطلح أطلق على مجاعة حدثت فى مصر نتيجة حدوث جفاف فى مياه النيل لمدة سبع سنوات متواصلة.
ففي نهاية عصر( الخليفة الفاطمي المستنصر بالله) قد ولد ( التميم المستنصر بالله ) سنة ١٠٢٩، وتولى الحكم فى عمر سبع سنوات، ومن ثم توفى والده، وفي بداية الحكم شهدت مصر فترة من الإزدهار والتوسع وصلت لصقلية والشام وتركية الخ .
وكانت خذائن مصر مليئة بالأموال وكانوا يقومون بتوزيع الادوية بالمجان على المرضى، وكان هذا الإزدهار يرجع للوزير (ابو القاسم الجرجرائى) حتي توفى فى سنة ١٠٤٥ .
وكان من المفترض أن يتولى المستنصر بالله الحكم عند بلوغه ١٨عاماً، ومن هنا بدأت والدته فى التدخل فى شئون البلاد بسبب وصايتها عليه وكانت تقوم بتغيير الوزراء فى وقت قياسى ومن أكبر أخطائها أنها قامت برفد وزير من أهم الوزراء فى هذه الفترة وهو (اليزارى)، وفي هذه الفترة كان يقوم بقيادة الجيش وكان الجيش مختلط من اتراك وافارقة وبربر، ومن وقت عزله بدأ حدوث منازعات بين الاتراك والأفارقة، كانوا الأفارقة يرفضون أن توجه لهم الإهانات فذهبوا إلى الصعيد وبدأوا فى فرض الإتاوات وتخريب نظام الرى ومن بعدها بدأت مياه النيل فى الجفاف بشكل ملحوظ وبدء حدوث نزاعات بين الجيش والأتراك.
فبدأت المحاصيل الزراعية تموت، وبالتالي يموت معها الحيوانات التي كانت تتغذى عليها، ولم يبقى سوى القمح الذي كان يستولي عليه الأتراك.
بالتالى بدأوا يقومون برفع اسعار الطعام حتى شح، فبدأوا فى اكل جميع انواع الحيوانات وبيعها فى المتاجر بأسعار خيالية.
وبدأ ظهور عصابات لخطف الاطفال واكل لحومهم، حتى الملك قد بدأ فى بيع الأشياء الثمينة الذى يملكها من أجل شراء الطعام.
وهناك قصة بأن أحد وزراء الخليفة ذهب للتحقيق في حادثة وحينما عاد لم يجد دابته (حمار) حيث أكلوها من قاموا بسرقتها.
وجاع الخليفة نفسه حتى أنه باع ما على مقابر أبائه من رخام
وكانوا يقوموا بدفن جثث زويهم فى البيوت وفى أوقات متأخرة لكى لاتسرق جثثهم وتؤكل، وبرغم ذلك كان يقوم بعض العائلات بأكل جثث ذويهم تحت نظرية (انا اولى من الغريب).
ومن هنا بدأت ظهور الأوبئة والأمراض واستمر هذا الوضع لمدة سبع سنوات، لحين تعين (يزر الدين الجمالى )والى عكة وزير على البلاد، بشرط أن يكون له حرية التصرف فى كل شئ فى البلاد، فقام بإلغاء الضرائب عن المزارعين لمدة ثلاث سنوات، وقام بحيلة أنه احضر رجال محكوم عليهم بالإعدام وقام بإعدامهم فى ميدان عام، ليقول للشعب أنه قام بإعدامهم لأنهم يحتكرون البضائع فخاف التجار وبدأوا يظهرون البضائع.
كما قام بتصليح نظام الري أيضاً.
وقام بسجن البربر والأفارقة الذين كانوا سبب فى هذه المجاعة، وقام ببناء سور القاهرة وباب الفتوح وباب النصر وباب زويلا ومسجد امير الجيوش وهنا انتهت المجاعة وبدأت مصر فى دخول عهد جديد .
بقلم (منة محمد الجبالى)