بينما في الحقيقة كانت تمر سريعاً، حتى تسرب العمر من بين أيدينا دون أن نلحظ ذلك، وتسلل الشيب إلى رؤوسنا دون أن تكشفه المرآة لأعيننا!
ولكن السؤال الذي داهم عقولنا فيما بعد، لمَ مازال ذلك الشعور مستمر حتى الآن؟!
لمَ العمر يمضي بينما الوقت لا يمضي ؟
لمَ أرقام العمر تتسابق في الصعود إلى القمة؟
بينما عقارب الساعة متوقفة بأعيننا لا تصعد ولا تهبط؟
لمَ كل ذلك؟!
حتى مرت الإجابة سريعاً أمام عيناي ودارت برأسي تلفحها بذكريات الماضي، حينما كانت السنوات تمضي وكأنها ثواني.
ولكن هذه السنوات مضت سريعاً هكذا مع من نحب قبل أن نفقدهم.
ففقدانهم من أوصلنا لكل ذلك، تشبثنا بماضينا معهم وعدم الرضوخ إلى الواقع هو من جعل الوقت لا يمر بأعيننا.
فكيف سيمر وهم ليسوا معنا؟
فقد كانوا في الأساس كل وقتنا، وذهبوا ليذهب معهم الوقت، ويتوقف على ذكرياتنا معهم سلفاً فقط.
حتى شابت الرأس وتجددت اماكن ذكرياتهم، إلا الذكرى مازالت كما هي!
فمازلنا نتذكرهم وكأنهم كانوا بالأمس معنا ولم يمر على فراقهم سنوات آنستنا فيها ذكراهم.
دون أن نعيش معهم أو أن نعيش بدونهم!
أتفهم ذلك الشعور ؟!
أن تفقد أحدهم ويعلق بداخلك، أن تشتاق له ولرؤيته رغم صورته التي لا تغيب من أمام عيناك، أن تشتاق لسماع صوته الذي مازال يتردد بداخل أذنيك!
أن يتوقف الزمان والمكان عن التغير من حولك بعد فقدانهم؟!
حتى وإن اضرمت نيران البراكين بالأرض من حولك لن تشعر بتغير اي شئ!
وكل ذلك من أجل الحفاظ على سلامة عقلي من الجنون بعدهم.
دون الاهتمام لذلك القلب المتآكل شوقاً.
#توقف_الزمن
#بقلم_منه_عرفه