علق دبلوماسى وخبير مياه مصريان في تصريحات حصرية لـRT على المزاعم الإثيوبية الأخيرة بتحقيق “انتصار” فى ملف سد النهضة.
إثيوبيا تعلن تحقيق انتصار في أزمة سد النهضة
ولفت مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير جمال بيومى إلى أن مصر دارسة جيدا لملفات النيل منذ القدم لأنه لب حياتها، وهي “هبة النيل”، حسب تعبير المؤرخ هيرودوت.
واعتبر بيومي أن “الموقف الإثيوبي هو موقف سياسي وليس موقفا فنيا، وهي تتخذ من القضية ستارا تخفي بها الكثير من مشاكلها الداخلية”.
وتابع أن الدارس للنواحي الفنية للنيل الأزرق ولسد إثيوبيا عليه سيكتشف الحقائق التالية:
1 – إثيوبيا لا تحتاج لمياه النهر لان 99,5% من أراضيها غارقة بمياه الأمطار. ولهذا ليس لديها نظام للري من الأصل (ترع ومساقي ومصارف).
2 – إذا كان الغرض من السد هو توليد الكهرباء، فذلك يتم فقط بتمرير المياه نحو الشمال باتجاه مصر.
3 – موقع السد في أقصي شمال إثيوبيا والمياه اذا حجزت لا تتجه للجنوب بحكم طبيعة الأرض.
4 – حجز المياه لا يفيد وسوف يغرق مناطق شائعة.
أشار الدبلوماسي السابق إلى أن اعتراضات مصر والسودان تتلخص في الاتي:
أولا – قرار تعلية السد دون مبرر سيخلق كتلة ضخمة من المياه ذات وزن قد لا تتحمله التربة الطفلية في منطقته، وهناك احتمال كبير أن ينهار فيغرق السودان ويضر بمصر.
ثانيا – وفقا للتصميمات فإن المياه تمر فقط من خلال فتحات التوربينات. وفي حالة توقف التوربينات لأي سبب سيتوقف تدفق المياه. ولهذا طلبت مصر إيجاد فتحات إضافية لتمرير المياه في حالة توقف التوربينات لأي سبب، وهو ما رفضته إثيوبيا.
ثالثا – عرضت مصر أن تقوم ببناء السد مقابل شراء ما ينتجه من كهرباء وربطه بشبكات إفريقيا والدول العربية التي ستصدر إلى أوروبا عن طريق مصر، ورفضت إثيوبيا العرض.
وشدد بيومي على أنه “في النهاية فالموضوع ليس قضية تصويت في الأمم المتحدة أو الوساطات الإفريقية وغيرها.. إننا بصدد قضية وصفها رئيس بورندي بأنها مواجهة بين الحق في التنمية (إثيوبيا) مقابل الحق في الحياه (مصر)”، مضيفا أنه “ومن الواضح أن مصر لا تملك أن تتخلي عن حقها في الحياة”.
من جانبه قال خببر المياه الدكتور نادر نور الدين، إن إثيوبيا منكسرة حاليا منذ فشل تحقيقها للملء الثاني لسد النهضة وثبوت وجود تصدعات عديدة في الجسم الإسمنتي للسد لم تتحمل التخزين هذا العام للحجم المعلن من إثيوبيا 13,5 مليار وأجبرتها على اختزاله إلى 2,5 ملبار فقط حفظا لماء الوجه امام العالم.
وأشار الخبير إلى ما تردد بأن إثيوبيا بنت سدا أكبر من قدرتها كدولة فقيرة نامية على إدارة سد ضخم بسعة سدها، معتبرا أن أديس أبابا تحاول بالتالي “تغطية هذا الفشل المزدوج” في البحث عن حدث تتصوره في صالحها مثل عودة قضية السد إلى الاتحاد الافريقي.
وأضاف أن إثيوبيا تعلم أن غرض مصر من عرض القضية على مجلس الأمن كان التحذير من بؤرة ساخنة يمكن أن تتحول إلى حرب للمياه ولم تتقدم مصر بمقترح لمجلس الامن للفصل بينها وبين إثيوبيا في حقها المكتسب خلال آلاف السنين في مياه نهر النيل.
وخلص نور الدين إلى أن “ادعاء إثيوبيا أنها حققت نصرا دبلوماسيا على مصر غير صحيح ولكنه سلوك معتاد للدبلوماسيات الناشئه قليلة الخبرات”، بدليل ما ذكره وزير المياه الإثيوبي أمام مجلس الأمن مدعيا أن بلاده دولة عطشانه تقف وسط النهر وكأن مجلس الأمن قد اجتمع لبحث إنشاء محطة مياه شرب وليس سدا كبيرا لتوليد الكهرباء ليس له شأن بالادعاء بالعطش من دولة تصنف على كونها نافورة المياه في شرق إفريقيا”.