عاد الجدل من جديد على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر حول “إعجاز الرقم 19” في القرآن الكريم.
وتداول بعض رواد السوشيال ميديا بحثا بعنوان “معجزة القرآن الكريم” للدكتور رشاد خليفة إمام مسجد توسان بولاية أريزونا الأمريكية وخبير فني بمنظمة التنمية الصناعية في هيئة الأمم المتحدة.
وردت دار الإفتاء المصرية في وقت سابق على هذا البحث في فتوى رسمية حملت رقم 2342، جرى نشرها على الموقع الرسمي لدار الإفتاء.
وقالت دار الإفتاء “إن القرآن الكريم معجز بذاته في اللفظ والمحتوى، وإعجازه لا يمكن لبشر الإحاطة به وهذا سر عظمة القرآن وخلوده لأنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ومظاهر الإعجاز كثيرة منها ما نعلم به، ومنها ما هو في علم الله، وهي باقية إلى يوم القيامة”.
وأضافت: “بخصوص البحث المذكور والذي يصور فيه كاتبه أن الإعجاز في القرآن الكريم يتمثل في العدد 19، ثم ينسب للعلماء الذين تحدثوا عن الإعجاز اللغوي والعلمي والتنبؤ بأنهم اعتمدوا على آراء شخصية قابلة للتفسير والتأويل والتحيز العاطفي، يغلب عليه الفكر البهائي وتقديسه للعدد تسعة عشر”.
وأكدت الإفتاء أن الباحث ركّز على الرقم 19 وحاول أن يخضع كل آيات القرآن إليه بدون ضابط محدد وكل ذلك محاولة منه لإيجاد الرقم تسعة عشر.
وأوضحت أن الباحث من أجل أن يثبت نظريته في تقديس العدد 19 فإنه يشكك في كتابة المصحف وفي الرسم العثماني، الذي بلغنا من عهد الصحابة إلى عصرنا الحاضر بطريق التواتر
وتابعت: “على ذلك فإن هذا البحث لا يرقى إلى درجة البحث العلمي المفيد، وإنما هو ترجمة لفكر كاتبه وتأثره بمذهب البهائية المنحرف الضال، ولو أن شخصا آخر استبدل بالعدد 19عددا آخر ثم وفق عليه آيات القرآن بطريقة كاتب هذا البحث والخالية من الضابط فسوف يصل إلى نفس النتيجة التي وصل إليها الباحث في العدد تسعة عشر”.
وأردفت بالقول: “لذا فإن ما ذكر في ذلك البحث لا يمثل الحقيقة والصواب، والقرآن الكريم معجز بذاته، وليس في حاجة إلى مثل هذا الإعجاز العددي الذي يتوهمه ويتصوره الباحث أو يحاول أن يثبته كشراك لترويج المذهب البهائي، ويجب على المسلم أن يكون فطنا ولا يشارك في نشر مثل هذه الأبحاث حتى لا يرتكب إثما ويضر بنفسه وبغيره من المسلمين من عامة الناس أو غير المتخصصين من العلماء المسلمين”.