يبدأ حين تؤمن؛ بأنك مُطيع، وبأنّك عاصي، بأنّك مُحسن، وبأنّك مسيء، بأنّك رحيم، وبأنّك قاسي، بأنّك قوي، وبأنّك ضعيف، بأنّك راضٍ، وبأنّك ساخط.
يبدأ حين تؤمن وتحتضن كل هذا بوعي وتفهّم، حين تحاول أن تُصلح كل ما لا يليق بكَ كعابد لله، وكخليفته في أرضه. حينها ستصل إلى الحكمة التي تخبرك ما هي رسالتُك في الحياة، فأنتَ حتمًا لم تُخلق عبثًا!
تقبّل أخطاءك وأخطاء من حولك، وتعامل بالجزء الرحيم فيك معها، ولا تواصل الإشارة إليها، واصمت عنها، وخبأها عن الأعين إن استطعت.
لسنا ملائكة؛ ولكن بداخلنا حرب ننازع فيها بين الخير والشر، فطرتنا ما هي إلا هبة وهبها الله إيانا، تستحق أن نصارع من أجلها طوال الوقت، حتى لا تندثر وتعلوها تشوهات العالم، وتقتلها قساوة أيامنا.
الصراع باقٍ وأبدي؛ ذلك الصراع لن ينتهي، ولكن هذا لا يعني أننا خلقنا لنمثل الخير؛ بل للحفاظ عليه، لنبقيه حيًا في نفوس البعض منا، في أفعاله، في سكناته، في كلماته.
الخير باقٍ ما دام هناك من يجاهد ليبقى.
لا تيأس كلما رأيت الشر في النفوس وفي الأعين وعلى الألسنة.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الْخَيْرُ فِيَّ وَفي أُمَّتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}.
#أروى_مرسي