“روح أكتوبر روح ملهمة بدروس لا تنضب تكشف قدرة شعب مصر وفضله علي الجيش” بهذه الرسالة عبر الرئيس عبد الفتاح السيسي عن أهم دروس الاحتفال بالنصر، تحقيقًا للنبوءة التي استشرفها الرئيس السادات في كلمات تاريخية وجهها في أعظم الخطب التاريخية التي ألقاها في افتتاح الدورة الاستثنائية لمجلس الشعب في ١٦أكتوبر ١٩٧٣، المعروف بـ”خطاب النصر”، الذي عرض فيه تفاصيل الحرب مع إسرائيل، ووقائع اجتياز قواتنا المسلحة خط بارليف في 6 ساعات.
قال :”وربما يجيء يوم نجلس فيه معًا لا لكي نتفاخر ونتباهى، ولكن لكي نتذكّر، وندرس، ونُعلّم أولادنا وأحفادنا جيلًا بعد جيل قصة الكفاح ومشاقه، مرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصر وآماله، نعم! سوف يجيء يوم نجلس فيه لنقص ونروي ماذا فعل كل منا في موقعه، وكيف حمل كل منا أمانته وأدّى دوره، كيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأُمّة في فترة حالكة ساد فيها الظلام، ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى تستطيع أُمّتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء، ذلك كله سوف يجيء وقته.”
واليوم بعد مرور ٤٨ عامًا علي النصر كان بطل الاحتفال الذي نظمته إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة هو: ” الشعب المصري “نتذكر ونتدبر ما قام به المواطنون أنفسهم لنعلم أن لكل منا دورًا يجب أن يقوم به، تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسى في كلمته تكاتف ووعي الشعب وكيف مثل تحملهم المصاعب الاقتصادية ودعمهم للجيش المصري وقت الحرب، ملحمة متكاملة سمحت للقوات المسلحة بحشد قوتها الشاملة لتسترد الأرض وتزيح الاحتلال، فضل يرده الجيش للشعب اليوم بمشاركته في حرب البناء والتعمير مثلما سانده في حرب الوجود”.
رسائل الرئيس تضمنت أيضا تواضع القادة وحسن خلقه بتحيته للواء دكتور سمير فرج، الذي بدوره شرح لنا أن القائد صاحب قرار وهو ما تمتع به الرئيس السيسي منذ كان في بداية خدمته العسكرية.
واهتم الرئيس باستلهام العبرة من دروس النصر وإسقاط جدران اليأس وعدم القدرة، وإشادته بالرئيس السادات صاحب قرار الحرب رغم فرق الإمكانات بعد أن أخذ بأسباب العمل الجاد، ثم قوة قرار السلام قافزًا علي أدبيات مستقرة استحالت على كثيرين وقتها رؤية صواب قراره.
رسائل تجعلنا نعود لسنوات سبقت أكتوبر، حيث لم يتوان الشعب المصري – قيادة وشعبًَا – منذ لحظة إعلان إيقاف النيران عقب ٦٧، في السعي لاسترداد أرضه المحتلة، ومعالجة الأسباب الحقيقية للنكسة، فتحمل الشعب الإجراءات القاسية لتحويل الاقتصاد إلى اقتصاد حرب، والذي استنزف أغلب ميزانية الدولة، تخصص لإعادة بناء القوات المسلحة.
وقد اعتمد التحول إلى اقتصاد حرب على عدة أسس أهمها:
1) الالتزام بتحقيق مطالب المجهود الحربي وإزالة آثار العدوان ..
2) وضع بدائل لخطة التنمية على أن يختار منها الخطط التي تتفق مع موارد واستخدام النقد المحلي والأجنبي ..
3) استغلال الطاقات المحلية كبديل عن الاستيراد لتوفير العملة الصعبة ..
4) تطوير إستراتيجية استخدام العمالة والقوى البشرية، طبقا للظروف الحالية.
وبالفعل أمد الشعب القوات المسلحة بخيرة الشباب المتعلم، الذي حقق طفرة علمية كبيرة، وذلك نتيجة لاستيعابهم تكنولوجيا الأسلحة الحديثة، وإيمانهم بالتضحية في سبيل مصر، وإطلاق فكرة في التعامل مع العدو بأساليب علمية وابتكارات حديثة تحقق تفوق المقاتل المصري على العدو الصهيوني.
وأصر الشعب على تحقيق مبدأ “يد تبني.. ويد تحمل السلاح”، فشهدت هذه المرحلة تحقيق العديد من المشروعات القومية، في ظروف صعبة مثل استكمال بناء السد العالي، وإنشاء مصنع الألومنيوم في نجع حمادي، وإنتاج المصانع المصرية للعديد من متطلبات القوات المسلحة.
وتقبل المصريين إجراءات تهجير سكان مدن القناة،وبعض المواطنين من سيناء،وذلك تأمينا لهم من القصف العشوائي، الذي إستخدمه العدو الصهيوني،وقد وصل عدد المهاجرين الثلاثة أرباع المليون علاوة على أحد عشر ألف مواطن سيناوي.
تقبل الشعب إجراءات التقشف الاقتصادي ونقص المواد الغذائية ورفعوا شعار :” لا صوت يعلوا على صوت المعركة”.
تقدمت القوي الناعمة الصفوف مبادرين بجمع تبرعات للمجهود الحربي ، فكان صوت أم كلثوم الذي ينطلق من باريس أو تونس أو جامعة القاهرة إيذانا بأن مصر قد توهن قد يطمع فيها غازي أو معتدي الا أنها أبدا لا تنكسر ولا تنحني