تحت العنوان أعلاه، كتب أليكسي أنبيلوغوف، في “فزغلياد”، حول سبق صيني في الذكاء الاصطناعي تبدو الولايات المتحدة غير قادرة على تجاوزه. فأين روسيا من ذلك؟
وجاء في المقال: اتضح بصورة مفاجئة أن الصين أصبحت رائدة في تطوير واحدة من التقنيات الرئيسية في المستقبل. الحديث يدور عن الذكاء الاصطناعي.
وفي الصدد، قال أول أخصائي برمجيات في البنتاغون، وقد استقال احتجاجا على بطء وتيرة التغيير التكنولوجي في الجيش الأمريكي، نيكولاس شايان، في مقابلة مع فايننشال تايمز: “في غضون 15 إلى 20 عاما، لن يكون لدينا فرصة لمقاومة الصين. الآن هذه قضية محسومة: في رأيي، فقد قضي الأمر”.
وفوقا لشايان، فإن تطوير الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة عشوائي، ويعوقه الجدل الأخلاقي المستمر حول التكنولوجيا نفسها، حيث تتشابك الفكرة المهيمنة “لانتفاضة الآلة” باستمرار مع أسئلة “أخلاق الآلة” واختلافها عن أخلاق البشر المتعارف عليها عموما.
على العكس من ذلك، تتحمل الشركات الصينية مسؤولية الشراكة مع حكومتها والقيام باستثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي دون الالتفات إلى المعايير الأخلاقية. بالإضافة إلى ذلك، يسير تطوير الذكاء الاصطناعي في الصين وفقا لخطة واضحة ذات أهداف وغايات واضحة وقابلة للتحقيق.
لا يحتاج الصينيون إلى “عقل آلي” يتفوق في الذكاء على العقل البشري، والذي تسعى الولايات المتحدة إليه دون جدوى. في هذه المرحلة، يسعى الصينيون جاهدين لإنشاء “حصان” أو “كلب” افتراضي يكون مطيعا ومنفّذاً ويكون سلوكه قابلا للتنبؤ، ويتضمن في تكوينه كل قوة تكنولوجيا المعلومات.
لا يزال لدى روسيا اليوم الوقت لإنشاء نموذجها الفريد للذكاء الاصطناعي، والذي سيأخذ في الاعتبار نقاط القوة في كلا النهجين، الأمريكي والصيني.
لكن في غضون خمس سنوات، على الأرجح، سيكون الأوان قد فات، وسيتعين على روسيا للأسف الاندماج في مشروع الذكاء الاصطناعي العالمي المنتصر في الواقع، والذي سيأخذ في الاعتبار المصالح الروسية الفريدة بدرجة محدودة جدا.