احتياطات النفط الأميركية في تكساس ولويزيانا تستخدم للطوارئ.
في مسعى منسق مع دول أخرى للتخفيف من ارتفاع أسعار الوقود، أمر الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، باستخدام 50 مليون برميل من مخزون الولايات المتحدة النفطي الاستراتيجي.
وقال البيت الأبيض إنه “سيتم الإفراج (عن الكمية) بالتوازي مع دول أخرى مستهلكة للطاقة بينها الصين والهند واليابان وجمهورية كوريا وبريطانيا”.
وذكر مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية إن الإفراج سيستمر حتى أواخر ديسمبر، مشيرا إلى أن واشنطن على استعداد لخطوات إضافية لإعادة الاستقرار للأسواق “استجابة لوباء (يعصف بالعالم) مرة في القرن”.
وتعد احتياطات النفط الأميركية، الموضوعة داخل مخازن تحت الأرض في ولاتي تكساس ولويزيانا، أكبر إمدادات نفطية في العالم مخصصة للطوارئ.
ومن المتوقع أن تعلن الصين واليابان وكوريا الجنوبية، عن ذات القرار الذي يمكن أن يضيف ما يقترب من 20 مليون برميل من المخزون النفطي الاستراتيجي.
وحتى الآن، لا تزال أسعار النفط تشهد ارتفاعا، إذ بلغ سعر خام برنت 81.10 دولار للبرميل رغم قرار بايدن.
يأتي ذلك في الوقت الذي ينتظر مراقبون قرار تحالف “أوبك بلس” في اجتماعهم الأسبوع المقبل لمناقشة تأثير السحوبات من الاحتياطيات الاستراتيجية على الأسواق.
وعلق بايدن على القرار قائلا إن “هناك تحركا عالميا منسقا بشأن الاحتياطيات النفطية سيساعد في التعامل مع نقص المعروض”.
وقال إن التحرك “لن يحل المشكلة بين ليلة وضحاها لكنه سيحدث فرقا”، مشددا على أن الدول المنتجة للنفط هي المسببة لارتفاع الأسعار حيث لم تقم بما يلزم لزيادة الإنتاج، وبات ارتفاع أسعار الغاز من المشاكل التي تواجه العالم بأكمله.
إحدى محطات التزود بالوقود في ولاية فلوريدا.
ضخ نفط أميركي بالسوق.. وتوقعات بانخفاض البنزين محليا
اليابان ستضخ نحو 4.2 ملايين برميل من مخزونها الوطني.
بتنسيق أميركي.. طوكيو تضخ ملايين البراميل من احتياطي النفط
جو بايدن
بـ50 مليون برميل.. بايدن يلجأ لاحتياطي النفط الاستراتيجي
ناقلة نفط إيرانية قبالة شواطئ سنغافورة. أرشيفية
بايدن: إمدادات النفط كافية لتقليل الكميات المشتراة من إيران
“تكسير عظام”
وصف أستاذ هندسة البترول والطاقة المصري رمضان أبو العلا، في حديث لموقع”سكاي نيوز عربية”، قرار الرئيس الأمريكي باستخدام 50 مليون برميل من المخزون النفطي بمثابة “حرب تكسير عظام”.
وقال أبو العلا إن “هناك دائما حرب تكسير عظام بين الدول الصناعية الكبرى المستهلكة للبترول والغاز، والدول المنتجة ممثلة في (أوبك بلس)، فعندما يتمادى أي طرف في طلباته يضطر الطرف الآخر لاستخدام أوراق ضغط”.
وأشار أبو العلا إلى أن سعر برميل البترول تجاوز 80 دولارا للبرميل، وهذا “مغالى فيه. كان من المفترض أن تبدأ الدول المنتجة في زيادة الإنتاج حتى تعود الأسعار إلى المعدلات الطبيعية”.
وقال الأكاديمي المصري إن روسيا تستخدم البترول كورقة ضغط لكسر النفوذ الأمريكي في أوروبا، وبالتالي فإن الغاز الطبيعي على سبيل المثال سجل مستويات قياسية في أسعاره خلال العام الأخير.
وشدد على أن “الولايات المتحدة تحركت لإجبار الدول المنتجة على خفض الأسعار، خاصة أنها نسقت مع أكبر الدول المستهلكة للبترول مثل الصين واليابان لكي يكون هناك ضغط مشترك وبالتالي يزداد المعروض من البترول وتنخفض الأسعار بالتبعية”.
ويعتقد أبو العلا أن خطة بايدن ستنجح في خفض أسعار البترول، لما تمتلكه الولايات المتحدة من احتياطات هائلة، وتزامن ذلك مع وجود معروض كبير من البترول لن يجد من يشتريه بسهولة، لكنه عاد للتأكيد على أن “هذه الدول لن تستطيع استخدام هذه الورقة طول الوقت، لأن الاحتياطي الاستراتيجي له خط أحمر وفي نفس الوقت فإن الدول المنتجة لن تستطيع خفض الإنتاج لفترات طويلة”.
استفادة للأسواق الناشئة
كما يرى المحلل الاقتصادي أحمد عز أن قرار بايدن سيساهم في خفض أسعار البترول على المدى القصير، لكنه ربطه بقرار مجموعة “أوبك بلس” خلال اجتماعهم المقبل.
ويعتقد عز، وفقا لحديثه مع موقع”سكاي نيوز عربية”، أن قرار الإدارة الأميركية يؤثر إيجابيا على حالة الركود التضخمي التي يعاني منها العالم، ويعمل على تحسينها على المدى القصير، كما يؤثر إيجابيا كذلك على الأسواق الناشئة لخفض أسعار البترول والتكاليف الانتاجية.
لكنه أوضح أن هناك “مشكلة سياسية أكثر منها اقتصادية من جراء هذا القرار”، خاصة في ظل تعارض المصالح مع الدول المنتجة للبترول.