كتب نائب المدير العام لمعهد الطاقة الوطنية، ألكسندر فرولوف، في “إزفيستيا”، حول السبب الذي يجعل واشنطن تضخ النفط من احتياطها الاستراتيجي وتحرض شركاءها على ذلك.
وجاء في المقال: أعلن جو بايدن أن الولايات المتحدة ستفرج عن بعض احتياطاتها النفطية الاستراتيجية من أجل التدخل في السوق وخفض الأسعار في غضون بضعة أشهر. تجمد السوق لثانية واحدة تحسبا لشيء رهيب، وبعد ذلك أصبح حجم التدخلات معروفا – 50 مليون برميل. تنفس اللاعبون الصعداء، فبعد بيان الرئيس الأمريكي الصاخب، عادت أسعار الذهب الأسود إلى الارتفاع.
قالت الولايات المتحدة، ممثلة برئيسها، إنها لا تعمل بشكل مستقل، إنما مدعومة من مستهلكين آخرين للنفط: الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة.
حتى أكثر التقديرات تفاؤلا، والتي تشير إلى أن كلمات الرئيس الأمريكي عن عدد كبير من “المتدخلين” ليست خدعة، بل تتحدث عن احتمالات متواضعة إلى حد ما لتدخل الدول المستهلكة الأخرى (حوالي 20-25 مليون برميل). لكن، إلى أي درجة هذه الأحجام كبيرة؟
وفقا للتقديرات الحالية، اقترب استهلاك النفط العالمي من مستويات ما قبل الأزمة- حوالي 100 مليون برميل في اليوم. توفر الولايات المتحدة حوالي 20٪ من الاستهلاك العالمي.. تحتل الصين المرتبة الثانية من حيث الطلب على النفط- حوالي 14 مليون برميل في اليوم.
يُشار إلى أن اتحاد “أوبك+” (بالدرجة الأولى روسيا والمملكة العربية السعودية) يشكل ضمانا للاستقرار والقدرة على التنبؤ في سوق النفط. فالاستقرار بالذات والقدرة على التنبؤ بالتحديد هما ما كانت السوق تفتقر إليهما منذ العام 2014. والولايات المتحدة، اليوم، في محاولتها ترتيب مؤامرة كارتل صحيحة، تعمل مرة أخرى كأزعر لا يعجبه الاستقرار والقدرة على التنبؤ.