كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن أحد قادة الجيش مارس الضغط على مجندات يخدمن في سجن جلبوع لإجبارهن على التحرش جنسيا بالأسرى الفلسطينيين، لحملهم على تقديم التنازلات.
وقالت الصحيفة إن قائد سجن جلبوع فريدي بن شطريت أدلى بشهادته الأسبوع الماضي أمام لجنة حكومية حول تقارير قدمت عام 2018 تفيد بأن المجندات اللواتي كن يؤدين الخدمة العسكرية في السجن تعرضن لما وصفه التقرير بـ”القوادة”، وتعريضهن عمدا لخطر الأذى من أجل الحصول على تنازلات من الأسرى.
وأشارت إلى أن الكشف عن الفضيحة الجنسية هذه يأتي في أعقاب إدانة ضابط كبير آخر في الجيش الإسرائيلي باغتصاب امرأة فلسطينية وابتزازها جنسيا، بعد أن كان أدين في وقت سابق بالتحرش بالمجندات.
وفي تحليل حول تنامي ظاهرة التحرش الجنسي الممارس من قبل عدد كبير من ضباط الجيش الإسرائيلي، ذكرت الصحيفة أن “عدد الفضائح الجنسية في الأشهر الأخيرة داخل صفوف قادة الجيش كانت مصدر إحراج ودافع نحو التغيير”، مؤكدة أن “الجيش الإسرائيلي يمكن أن يتعايش مع فشل عملياتي، ولكن ليس من ضابط يعد زير نساء”.
وأضافت: “الفضائح الجنسية التي تورط فيها قادة جيش الدفاع الإسرائيلي ومجنداته هزت الجيش الإسرائيلي خلال الأشهر القليلة الماضية”، لافتة إلى أن تفجر أحدث فضائح التحرش الجنسي في صفوف الجيش جاءت قبل عدة أيام فقط عندما أعلن عن اعتقال المقدم دان شاروني في وقت سابق من الشهر الجاري للاشتباه في تصويره مجندات سرا.
ووفقا لشهادات عوائل المجندات اللواتي أجبرن على محاول ابتزاز الأسرى الفلسطينيين للحصول منهم على تنازلات، نقلت الصحيفة عن والدة إحداهن قولها: “نتيجة لهذه التصرفات فإن العديد منهن انتهكت خصوصيتهن، ولم يعدن يؤمن بجيش الدفاع بعد اليوم.. فهن لا يستطعن النوم أو الأكل، فوصف الشعور صعب للغاية”.
وأكد الصحيفة أن “مثل هذه الفضائح تمت تغطيتها بشكل كامل وعلى نطاق واسع من قبل الصحافة الإسرائيلية، وهو ما تسبب في إحراج للجيش الذي تبين أنه يعاني من إشكالية حقيقية وصعبة للغاية”.
من جانبه، قال الكولونيل رونين إتسيك، وهو مختص في بحث العلاقات بين الجيش والمجتمع وعمل كقائد لواء مدرع في الجيش، إنه “على الرغم من مكافحة التحرش في الجيش الإسرائيلي أحرز تقدم واضح خلال العقود الماضية، إلا أن هذه الظاهرة ما زالت موجودة ، وتتطلب جهدا مضاعفا لمنعها أو الحد منها”.
وبالحديث عن قضية الضباط شاروني المشار إليه في التقرير، فإن إتسيك يعتقد أن “شخصا بمكانته وبعد ثبوت المزاعم حوله بتصويره الجنديات سرا، كان يجب أن يتعرض لعدد كبير من الاختبارات التي تؤكد أهليته في الاستمرار بمكانته، إلا أنه النظام فشل في استبعاد شاروني، وهو ما شجعه لممارسة فعلته لسنوات عديدة”..
وتابع: “يبدو أن الفشل في المنظومة، وهذا ما يكون الناس عليه عادة، عندما تثار الشائعات حول شخص كبير، فإنهم يحاولون إخماد المسألة منعا لأي ضوضاء”.
الكولونيل (احتياط) ميري إيسين، التي خدمت في مجتمع المخابرات الإسرائيلي، عبرت هي الأخرى عن قلقها بشأن التداعيات المحتملة للحوادث الأخيرة على تعزيز وإمكانيات دمج النساء في جيش الحرب الإسرائيلي، قائلة: “أخشى أن يتم استخدام هذه الفضيحة كأداة ضد النساء في الجيش الإسرائيلي”.
وأوضحت أن فضائح الجنس في الجيش الإسرائيلي ليست جديدة وأن هناك المزيد من الشكاوى التي يقدمها ضحايا الجرائم الجنسية في الجيش، فضلا عن المزيد من لوائح الاتهام.
وأردفت قولها: “في حالة دان شاروني، وافقت المجندات على إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام ونشرن قصصهن على وسائل التواصل الاجتماعي”.
كما استشهدت بذكر قضية يتسحاق موردخاي، اللواء في الجيش الإسرائيلي الذي شغل منصب وزير الجيش الإسرائيلي وبعد تقاعده من الجيش أدين عام 2001 بتهمة الاعتداء الجنسي أثناء خدمته العسكرية وفي فترات لاحقة.
وبينت أنه على الرغم من اعتقال شاروني الذي تم الإعلان عنه على نطاق واسع، وقوبلت فضيحته برد فعل لكبار قادة الجيش الإسرائيلي إلا أن العديد من المجندات لا زلن يشعرن أنه لا يتم التحقيق في كل شكوى بشكل شامل، وأن عدد لوائح الاتهام لا تزال منخفضة.