صفقة منظومة الدفاع الجوي متوسطة المدى الألمانية من طراز “Iris-T SLM” وظهورها بالتمويه الصحراوي في ألمانيا قبل تسليمها إلى مصر يعتبر خبرًا ليس جديدًا وكل المتابعين عن كثب يعلمون أن مصر تعاقدت في صفقتها الأولية على عدد 7 بطاريات من هذا الطراز.
الجديد هو الصفقة الإضافية الضخمة التي قد يبلغ عددها 16 بطارية كاملة وتحتوي على النسخة الأحدث طراز (Iris-T SLX) المطورة والتي يصل مدى صواريخها إلى 80 كم وسقف إرتفاعها إلي 30 كم مقابل 40 كم مدى و 20 كم سقف ارتفاع في النسخة الأقدم التي تسلمتها مصر بالفعل.
فيا تري ماهو السبب وراء زيادة أعداد هذه المنظومة القوية التي تخدم حاليا في أقوى جيوش أوروبا ألمانيا والسويد والنرويج ؟
بعد دخول هذه المنظومة الخدمة بقوات الدفاع الجوي المصرية وإخضاعها لتجارب وفحص دقيق ضد كافة التهديدات الجوية المحتملة سواء النمطية أو الغير نمطية حازت هذه المنظومة على أعجاب جميع خبراء الجيش المصري. وذلك ليس فقط للأسباب المذكورة حاليا في جميع المواقع العسكرية العالمية والعربية من كونها أقوى منظومة دفاع جوي أوروبية من حيث التطور التكنولوجي أو أنها غير قابلة للتشويش بسبب نظام توجيهها الثوري البالغ التعقيد والبواحث السلبية الموجودة في رأس الصاروخ وهو مايتيح لها اعتراض أهدافها دون أن يشعر بها العدو أو كثافتها النيرانية العالية التي تصل إلى 48 صاروخ في كل بطارية بالإضافة إلى انها تمتلك تصميم إيروديناميكي فريد و محركها البالغ التطور المزود بتكنولوجيا الدفع الموجهة TVC الذي يتيح للصاروخ ملاحقة أسرع الأهداف مرونة وديناميكية وعلى إرتفاعات هي الأقل في العالم وبسرعة رد فعل غير مسبوقة بمجرد الإنطلاق من قواذف الإطلاق العمودية وفي زوايا 360 درجة وهو ما يعتبر ميزة هامة جدا في جعل المنطقة العمياء حول اي بطارية تقارب الصفر. وهي نقطة الضعف التي استغلتها أسلحة الاخماد الحديثة بما فيها الدرونات الإنتحارية في تحقيق نجاحاتها الاخيرة.
وكل ما ذكرناه بالأعلى ليس هو أهم سبب. فعند تجربة هذه المنظومة في مصر تأكدت قوات الدفاع الجوي المصرية أنها أفضل منظومة في العالم قادرة على العمل ضد التهديدات الغير نمطية التي ظهرت مؤخرًا على ساحة المعارك حول العالم. فالمنظومة الألمانية تعتبر بحق (صائدة الدرونات) بجميع أنواعها وطرازتها سواء استطلاع أو مسلحة أو إنتحارية. بالإضافة إلى قدرتها الفائقة في التصدي لذخائر إخماد الدفاعات الجوية سواء الصواريخ المضادة للإشعاع أو القنابل الذكية أو صواريخ الكروز الحديثة بل وتمتلك قدرات مضادة للصواريخ أرض أرض التكتيكية أو راجمات الصواريخ الحديثة المزودة بالرؤوس الذكية.
كل ذلك جعل هذه المنظومة هي (البودي جارد القوي) لباقي منظومات الدفاع الجوي العاملة في قوات الدفاع الجوي المصرية وبدائرة حماية قطرها يصل إلى 80 كم في النسخة (SLM) و 160 كم في النسخة الاحدث (SLX) أي أنها ستغطي المنطقة العمياء لكل منظومات الدفاع الجوي البعيدة والمتوسطة المدي التي تعمل على سقف ارتفاع و مدى أعلى والموجودة ضمن دائرة تغطيتها بكفاءة وكثافة هي الأفضل في العالم وفي صمت تام فعند ربطها بشبكة الإنذار المبكر ستعمل كالقاتل الصامت القادر على التصدي لأحدث أنظمة التسليح في العالم المتخصصة لأخماد الدفاعات الجوية سواء الصواريخ المضادة للإشعاع أو الطائرات المسيرة بجميع انواعها أو الصواريخ الباليستية التكتيكية أو راجمات الصواريخ المتطورة الذكية. وهذا طبعا بالإضافة إلى أسقاط كافة المقاتلات و المروحيات بجميع أشكالها و انواعها بل انها قادرة على إسقاط الصواريخ المضادة للسفن الفائقة السرعة.