قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن الحكومة الأمريكية “أصيبت بخيبة أمل” من الأحكام الصادرة بحق ثلاثة من النشطاء البارزين في مصر.
وردت الخارجية المصرية بـ “رفض ربط مسار العلاقات بين البلدين بمثل هذه القضايا”.
وصرح برايس، بعد صدور الأحكام الاثنين، بأن “الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان يجب أن يكونوا قادرين على ممارسة حريتهم في التعبير من دون مواجهة عقوبات جنائية”.
وقال “أكدنا للحكومة المصرية أن علاقتنا الثنائية تتعزز من خلال تحسين احترام حقوق الإنسان، وسنواصل الحديث مع الحكومة المصرية حول قضايا حرية التعبير وحقوق الإنسان العالمية الأخرى”.
ورد المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد حافظ بأنه “ليس من المناسب إطلاقا التعليق بأي شكل على، أو التطرق إلى، أحكام تصدر من القضاء تنفيذًا لقوانين واستنادًا لأدلة وأسانيد دامغة وقاطعة”.
تخطى مواضيع قد تهمك وواصل القراءة
مواضيع قد تهمك
باتريك جورج
باتريك جورج: السلطات المصرية تفرج عن الناشط الحقوقي مع استمرار محاكمته بتهمة “نشر أخبار كاذبة”
جلسة للبرلمان المصري
هل كان رفع حالة الطوارئ في مصر إجراء شكلياً؟
صفوان ثابت
صفوان ثابت: لماذا عاد اسم رجل الأعمال المصري، المسجون بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان، لدائرة الضوء؟
سجن جلبوع
سجن جلبوع: ماذا نعرف عن هروب الفلسطينيين؟ وما مصيرهم بعد إعادة اعتقالهم؟
مواضيع قد تهمك نهاية
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن حافظ وصفه القضاء المصري بأنه “عادل ونزيه ومستقل”.
وأضاف حافظ أنه “لا يجوز تناول المسائل القضائية المصرية في أطر سياسية لما ينطوي عليه ذلك من تعقيدات غير مبررة”.
وكانت محكمة أمن الدولة في مصر قد أصدرت حكماً بالسجن لمدة خمس سنوات على المدون والناشط علاء عبد الفتاح، وأربع سنوات على كل من الحقوقي محمد الباقر، والصحفي محمد ابراهيم رضوان الشهير بـ “أكسجين”.
وأُدين الثلاثة بتهمة “نشر أخبار كاذبة” أمام محكمة استثنائية لا يجوز الطعن على أحكامها، بحسب ما ذكرت منى سيف، شقيقة علاء عبد الفتاح، على صفحتها عبر فيسبوك.
وقضت محكمة جنح أمن الدولة بمعاقبة علاء بالسجن لمدة خمس سنوات في القضية التي يواجه فيها اتهامات بنشر أخبار كاذبة، وعاقبت الباقر وأوكسجين، بالسجن لمدة أربع سنوات، لكل منهما، في القضية ذاتها.
وأشارت “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية” على موقعها الأحد، إلى أن محكمة أمن الدولة طوارئ “لم تُمكّن محامي المتهمين الثلاثة من الحصول على صورة رسمية أو ضوئية من أوراق الدعوى، ليقفوا على أدلة الاتهام.. ودحضها”.
وتم حبس الثلاثة احتياطيا على ذمة القضية في سبتمبر/أيلول 2019.
“تدخل سافر”
وكانت وزارة الخارجية الألمانية قالت في بيان يوم الجمعة الماضي إن حكم المحكمة سيكون “إشارة للاتجاه الذي تتطور إليه حالة حقوق الإنسان في مصر”.
وقالت، على حسابها عبر موقع تويتر، إنه “لا يجوز معاقبة المحامين على ممارسة نشاطهم المهني”.
واعتبرت مصر البيان الألماني “تدخلا سافرا وغير مبرر في الشأن الداخلي المصري”.
وقالت الخارجية المصرية في بيان رسمي إن التصريحات الألمانية: “تصادر على مسار قضائي دون دليل أو سند موضوعي”.
ومنذ أن تولى عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر في عام 2014، تقول منظمات حقوقية محلية ودولية إن السلطات تشن “حملة قمع” تستهدف المعارضين.
وتقدر منظمات حقوقية عدد معتقلي الرأي في مصر بنحو 60 ألفًا، وهو ما دأبت السلطات المصرية على نفيه.
ونفى السيسي شخصيا أن يكون في مصر سجناء سياسيون. ويقول أنصاره إن الإجراءات ضرورية لتحقيق الاستقرار في البلاد.
علاء عبد الفتاح
صدر الصورة،GETTY IMAGES
من هو علاء عبد الفتاح؟
يعد الناشط والمدون ومهندس الكمبيوتر علاء عبد الفتاح، واحدا من أبرز رموز ما يعرف بثورة الخامس والعشرين من يناير 2011.
وينتمي علاء، البالغ من العمر40 عاما، إلى أسرة سياسية صِرْفة؛ فأبوه الحقوقي البارز أحمد سيف الإسلام، وأمه الأستاذة الجامعية ليلى سويف عضو حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، وأختاه منى وسناء أيضا ناشطتان سياسيتان وخالته أهداف سويف الروائية والمحللة السياسية البارزة.
وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض على علاء في 29 سبتمبر/أيلول 2019، ضمن حملة اعتقالات بعد موجة محدودة من احتجاجات نادرة شهدتها أماكن متفرقة من البلاد.
وفي اليوم التالي ظهر علاء في نيابة أمن الدولة حيث وجِّهت إليه اتهامات منها نشْر أخبار كاذبة والانتماء لجماعة إرهابية.
وكان علاء حينئذ قد قضى لتوّه حُكما بخمس سنوات من السجن بعد إدانته بخرق قانون التظاهر عام 2014 في القضية المعروفة إعلاميا بـ “أحداث مجلس الشورى”. وكان علاء لا يزال ينفّذ عقوبة المراقبة حيث يقضي اثنتي عشرة ساعة يوميا في قسم الشرطة.
من هو محمد الباقر؟
محمد الباقر، محام حقوقي يبلغ من العمر 41 عاما، وهو مؤسس ومدير مركز “عدالة للحقوق والحريات” . وله سِجِل طويل في الدفاع عن متهمين أمام المحاكم العسكرية.
وفي سبتمبر/أيلول 2019 ألقي القبض على الباقر واعتقاله على ذمة تحقيقات أمام نيابة أمن الدولة في تهم بينها “الانضمام إلى وتمويل جماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة من شأنها التأثير على الأمن القومي للبلاد.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أُدرج اسم الباقر على قائمة الإرهابيين لمدة خمس سنوات، وحُظر بموجب ذلك من السفر، كما جُمّدت أصوله، ومُنع من الانخراط في العمل السياسي أو المدني لمدة خمس سنوات.
وبالتزامن مع إدارج اسم الباقر على قائمة الإرهابيين في مصر، أعن اتحاد نقابات المحامين الأوروبييين أن الباقر وستة محامين مصريين مسجونين آخرين حصلوا على جائزة حقوق الإنسان لعام 2020.
من هو محمد أكسجين؟
ألقي القبض على محمد إبراهيم رضوان، الشهير بـ محمد أكسجين، في أبريل/نيسان 2018 بتهمة نشر أخبار كاذبة والانتماء لجماعة محظورة.
ويعمل أكسجين، صحفيا حرّا ومدونًا ينشر على مدونته مقاطع مصورة وردود فعل على تصريحات حكومية
وفي سبتمبر/أيلول 2019 ألقي القبض على أكسجين واقتيد إلى مكان مجهول قبل أن يظهر في أكتوبر/تشرين الأول بمقرّ نيابة أمن الدولة العليا حيث واجه عددا من التُهم بينها مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها، ونشر أخبار كاذبة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عُرض أكسجين على نيابة أمن الدولة العليا حيث خضع للتحقيق في تهمة الانضمام لجماعة إرهابية، وتقرّر حبسه احتياطيا.
وفي أغسطس/آب 2021، كشفت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، إقدام المعتقل أكسجين على محاولة انتحار في سجن طرة شديد الحراسة، لكنه أنقذ منها.
وتخرّج أكسجين في الجامعة العمالية، وكان يجمع مواد إعلامية ويعلق عليها عبر مدونته وقناته على يوتيوب.
وكان أكسجين يتناول قضايا عديدة بينها ما قال إنها انتهاكات انتخابية، واختفاء قسري، كما أجرى عدة لقاءات مع شخصيات عامة محسوبة على المعارضة، بينها الأديب علاء الأسواني، والسفير معصوم مرزوق.