توصلت دراسة جديدة أجرتها جامعة ليفربول إلى أن معادن الصخور التي تصطدم بها النيازك، وليس حجم التأثير، هو ما يحدد مدى القوة المدمرة للاصطدام
مذنّب قادم من الفضاء السحيق في طريقه لتقديم عرض مرئي بالعين المجردة في سمائنا قبل نهاية 2021
وتتعرض الأرض لقصف النيازك على مدى تاريخها الطويل. وتولّد تأثيرات النيزك غبارا جويا، وتغطي سطح الأرض بالحطام. ولطالما اعتُبرت هذه الأجسام الفضائية سببا لانقراضات جماعية عبر تاريخ كوكبنا.
وسعى فريق بحثي متعدد التخصصات من جامعة ليفربول ومعهد الطاقة التكنولوجية والمتجددة في تينيريفي، من ذوي الخبرة في علم الحفريات وطبقات الكويكبات وعلم المعادن والفيزياء الدقيقة للسحب ونمذجة المناخ، إلى استكشاف ما تسببه بعض النيازك في انقراضات جماعية، على سبيل المثال التأثبر الكويكبي “تشيكشولوب” (K/Pg Chixulclub)، الذي قتل الديناصورات، لكن العديد من النيازك الأكبر حجما لم تفعل ذلك.
وحلل الفريق 44 تأثيرا تصادميا على مدى الـ 600 مليون سنة الماضية باستخدام طريقة جديدة: تقييم المحتوى المعدني للغبار المقذوف في الغلاف الجوي عند الاصطدام.
وكشفت النتائج التي توصلوا إليها، والتي نُشرت في مجلة Geological Society of London، أن النيازك التي تضرب الصخور الغنية بالفلدسبار البوتاسي (معدن شائع وغير ضار إلى حد ما) تتوافق دائما مع الانقراض الجماعي، بغض النظر عن الحجم.
كشف السبب المحتمل لانفجار “البقرة” الفضائي المثير للغاية!
والفلسبار البوتاسي غير سام، ومع ذلك، فهو عبارة عن هباء معدني قوي يتكون من نواة الجليد يؤثر بشدة على ديناميكيات السحب، ما يجعلها تسمح بمرور المزيد من الإشعاع الشمسي. وهذا بدوره يسخن الكوكب ويغير المناخ.
ويصبح الغلاف الجوي أيضا أكثر حساسية للاحترار من انبعاثات الغازات الدفيئة، مثل الانفجارات البركانية الكبيرة.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة، عالم الرواسب في ليفربول، الدكتور كريس ستيفنسون، من كلية علوم الأرض والمحيط وعلوم البيئة بالجامعة: “لعقود من الزمن، كان العلماء في حيرة بشأن ما تسببه بعض النيازك في انقراضات جماعية، والبعض الآخر، حتى النيازك الكبيرة، لا يفعل ذلك. إنه لأمر مدهش عندما قمنا بتجميع البيانات: استمرت الحياة كالمعتاد خلال رابع أكبر اصطدام بقطر فوهة بركان يبلغ 48 كم تقريبا، في حين أن نصف هذا الحجم كان مرتبطا بانقراض جماعي قبل 5 ملايين سنة فقط”.
وتابع: “وقع اقتراح العديد من آليات القتل، مثل الانفجارات البركانية الكبيرة، ولكن تماما مثل النيازك، هذا لا يرتبط دائما بالانقراض الجماعي. وباستخدام هذه الطريقة الجديدة لتقييم المحتوى المعدني لمقذوفات بطانية النيزك، نظهر أنه في كل مرة يصطدم فيها نيزك، كبيرا كان أم صغيرا، بصخور غنية بفلدسبار البوتاسيوم، يرتبط بحدث انقراض جماعي.
وهذا يفتح طريقا جديدا تماما للبحث: ما الذي يقتل الحياة بالضبط خلال هذه الحلقات، وإلى متى تستمر تأثيرات الفلسبار البوتاسي؟.