١٠ سبتمبر ٢٠٢١
بدأ الخوفُ والقلقُ ينتَشِران في الجو أثناء تَبادُلْنا أطرافُ الحديثِ وكأني طبيبتها النفسية لطالما وددتُ أنْ أكون كذلك دائماً .
تُدْهِشُني طَبيعَةُ الإنسانِ وفِطْرَتُهُ واحتياجِه للحُبِ الغير مشروط ..
جلستُ أتمعنِ بوجهها متأملةً كيف يتَسللُ القلقُ جاعلاً لسانها يتعثرُ بالحديثِ بعدما كانت تتحدث بِكل ما أوتيَت من راحة وطمأنينة .
حدَّثتني عن مدى كُرهِهَا لِذاتها، عدم شعورها بأنها كافيةٌ ، شعورها بالخوف مِنْ ألا يستطيع أحدِهم رؤية جمَالِ قلبها ، حدَّثتني أيضاً عن عدم إيمانها بوجودِ ثغرةَ الأمل التي لطالما تُخْرِجُنا من ظُلماتِ الحياةِ ..
لَمْ أجد من الكلماتِ ما يُمكنني قولُها لإشعارها بالطمأنينةِ ولو قليلاً ..
كيف يُمكِنُ للمرءِ أنْ يترُك ذاتهُ مُلْقِياً بِها في بحارِ اليأسِ والخوف !
في هذا الوقت لا يكفي إخبارُها ب كم هي حقاً جميلةٌ ، كم أنها تستحق الحُب .. الحُب غير المشروط .
تستحق أنْ يراها أحدهم كأنها نجمةٌ لامعةٌ في سوادِ ليلِه .
لَمْ يَكُنْ لِهذا ليُجدي نفعاً ….
تدافعت الكلماتُ من بينِ شفتيها بعنفٍ كأنها لا تُجيدُ التعبير عن ما بِها إلا بهذه الطريقة .
ربما فقط كل ما تحتاجهُ هو حضن دافئ يحتوي قلبها الملئ بالكرهِ الذي زُرِعَ به طيلة حياتها .
من المريبِ حقاً أنْ يُصبح المَرءُ عدوَ نفسِه …
ذلك الكره الغامرُ قلبها وتلكَ الأفكارِ بِ عقلها؛ كلاهما يقتلانِها ببطءٍ ، يبتلعان كلُ ما هو جميلٌ بيها ..
كم من السخيفِ حقاً وضعِنا مقاييساً للجمالِ لا صحةَ من وجودها .
بِتُ أُصدقُ أننا حقاً نحتاجُ للحُب للبقاء علي قيدِ الحياة ؛ هو الذي يمنحنا الأمل للسيرِ في طُرق الحياةِ الوعِرة .
أظنُ أنه لو حصلت علي ذلك الحُب في طفولتها لما استطاع القلبُ ولا العقلُ علي التجرؤ بالتفوه بتلك الكلمات ِ ؛ الكلمات التي لا يستطيعُ أحدٌ تحمُلِها .
لازِلتُ أؤمنُ بأنّ تلك الكلمات اللطيفة هي التي ترسمُ الإبتسامةَ علي شفتانا ؛ بل حتي القلب لا تَسِعُهُ السعادة .
أودُ حقاً أنْ يَكُفَ العالمُ ولو قليلاً عن كونِه قاسياً لهذا الحد والتحلي ببعضِ اللطافةِ ونثر الحب ؛ الحب الغير مشروط .
أُحبُكَ لكونِكَ أنتَ .. أنتَ وفقط✨