(ذكري النجاة)
بقلم/ منة عرفة الهلالي
دلفت إلى المنزل في أول لحظة لي بدونك، فلم أتحمل ذلك.
كل ما دار بعقلي حينها هو أن أنهي حياتي، وأنتقل إليك وأبقى جوارك كما اعتدت دومًا. ذهبت إلى الشرفة؛ لكي أفعل ما أملاه علي عقلي، فرأيت المقعد الذي كنت تجلس عليه دائمًا، ترتشف كوب قهوتك، وتشرد دون أن أعلم لمَ؟
وقفت قليلًا أتطلع إليه بقهر ولوعة؛ فتذكرت ذلك اليوم الذي يسبق فقدانك بالقليل، حينما سألتك فيما تشرد يا أبي؟ وأجبتني: شارد في خلق الله، في ذلك الكون الفسيح الذي لا يسع المرء حين يحزن، يا ابنتي؛ إن الإنسان حين يهاجمه الحزن لا يسعه الكون بسبب ضيق صدره، وضيق الصدر لا يأتي سوى من هجر كتاب الله؛ فأوصيكِ بالقرآن إن ضاقت بكِ الدنيا، وإن أضاعتكِ الطرق.
ساقتني قدماي للهلاك؟
فساقني الله للنجاة.
تلك الذكريات التي خشيت أن تلاحقني؛ فأتعذب ويلتاع قلبي شوقًا منها؛ هي من جعلت مني الآن فتاة قوية.
#منة_الهلالي